234

Tafsir al-Uthaymeen: Al-Imran

تفسير العثيمين: آل عمران

Editorial

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Número de edición

الثالثة

Año de publicación

١٤٣٥ هـ

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

﴿وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ﴾.
هذه معطوفة أيضًا على ﴿مُصَدِّقًا﴾، فهو مصدق ونبي، ولا يلزم من تصديقه بعيسى أن يكون تابعًا له، فهاهو محمد ﵊ مصدق بجميع الأنبياء وهم يتبعونه ولا يتبعهم، ولهذا قال النبي ﵊: "لو كان أخي موسى حيًّا ما وسعه إلا اتِّباعي" (^١)، ولهذا صار إمامًا لهم ليلة المعراج، وإذا نزل عيسى في آخر الزمان يحكم بشريعة النبي ﵊. المهم أن تصديقه لعيسى ابن مريم لا ينافي أن يكون نبيًّا، فهو نبي مصدق بالأنبياء، ولهذا قال: ﴿وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ﴾، وقوله: ﴿مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ أي: من جملتهم، وإنما قلنا ذلك لأن النبوة وصف أعلى من الصلاح، لكن هو في جملة الصالحين، فالنبوة صلاح وزيادة. والدليل على ذلك قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ﴾ [النساء: ٦٩]، فالصالحون في المرتبة الرابعة.
من فوائد الآيتين الكريمتين:
من فوائد قوله ﷿: ﴿هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾.
١ - أن جميع الخلق مفتقرون إلى الله، حتى الأنبياء لا يستغنون عن دعاء الله؛ لقوله: ﴿دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ﴾.

(^١) رواه أحمد في مسنده (١٤٢٢٠) بلفظ: "لو كان موسى حيًّا ما وسعه إلا أن يتبعني".

1 / 236