122

Tafsir al-Uthaymeen: Al-Imran

تفسير العثيمين: آل عمران

Editorial

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Número de edición

الثالثة

Año de publicación

١٤٣٥ هـ

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

وَالْأَحْبَارُ﴾ [المائدة: ٤٤]. والآيات في هذا كثيرة. ولهذا لو سألنا سائل: هل اليهود والنصارى مسلمون؟ فنقول: أما بالمعنى العام فهم مسلمون، يعني: أنه لما كانت شريعة التوراة قائمة، وكانوا يتبعونها، فهم مسلمون بلا شك. وأما بالمعنى الخاص الذي لا يراد سواه بعد بعثة محمد ﵊، فليسوا بمسلمين، بل هم كفار بمحمد ﷺ. وهنا ننبِّه أن كثيرًا من الكُتَّاب اليوم إذا تكلموا عن اليهودية والنصرانية والإسلام، يقولون: هذه الأديان السماوية. فيظن السامع أن دين اليهود قائم، وأن دين النصارى قائم، كقيام دين الإسلام. وهذا لا يصح، فإن هذه الأديان أديان سماوية بلا شك، لكنها حرِّفت، وبُدِّلت، وغُيِّرت ونسخت ببعثة محمد ﷺ، فليست دينًا يرتضيه الله اليوم، بل المتمسكون بها كفار، لا يعدون من المسلمين. وربما توهم بعض العامة أن اختلاف هذه الأديان كاختلاف المذاهب الإسلامية، يعني: كاختلاف مذهب الشافعي، ومالك، والإمام أحمد، وأبي حنيفة، وهذا خطأ عظيم؛ لأنه من زعم أن هناك دينًا قائمًا بعد بعثة الرسول ﵊ فهو كافر، فإن دينه نسخ جميع الأديان، يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾. والمراد بالإسلام هنا الدين كله بجميع شرائعه الظاهرة والباطنة، فليس قَسِيم الإيمان المذكور في حديث جبريل ﵇ (^١)، بل المراد به ما يعمُّ جميع شرائع

(^١) تقدم تخريجه (ص ٦٢).

1 / 124