Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Hujurat - Al-Hadid

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
80

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Hujurat - Al-Hadid

تفسير العثيمين: الحجرات - الحديد

Editorial

دار الثريا للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Ubicación del editor

الرياض

Géneros

أعين بني إسرائيل بأن شاهدوا جسمه غارقًا في الماء، ﴿لتكون لمن خلفك ءايةً﴾ . ﴿وإخون لوط﴾ إخوان لوط يعني قوم لوط، أرسل إليهم لوط ﵊، لأنهم كانوا - والعياذ بالله - يأتون الذكران، ويدعون النساء، أي أن الواحد يجامع الذكر ويدع النساء، كما قال لهم ﵊: ﴿أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون﴾ . دعاهم إلى الله ﷿ وأنذرهم وخوَّفهم من هذا الفعل الرذيل، ولكنهم أصروا عليه، فأرسل الله عليهم حجارة من طين مسومة، يعني معلَّمة، كل حجارة عليها علم، يعني علامة على من تنزل عليه وتصعقه، وهذه الخصلة الرذيلة من أقبح الخصال، ولهذا كان حدها في الشريعة الإسلامية القتل بكل حال، يعني أنها أعظم من الزنا، فإذا كان الزاني لم يتزوج من قبل فإنه يجلد مائة جلدة، ويغرَّب عن البلد سنة كاملة، وإن كان محصنًا وهو الذي قد تزوج وجامع زوجته فإنه يرجم حتى يموت، أما اللواط فإن حده القتل بكل حال، يعني لو تلوط شخص بالغ بآخر بالغ باختيار منهما فإنه يجب أن يقتل الفاعل والمفعول به، لقول النبي ﷺ: «من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به» (^١) . قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: إن الصحابة أجمعوا على قتله، لكن اختلفوا كيف يُقتل؟ فقال بعضهم: إنه يحرق بالنار لعظم جرمه، والعياذ بالله، وقال

(^١) أخرجه الترمذي، كتاب الحدود، باب ما جاء في حد اللوطي (١٤٥٦) .

1 / 86