67

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Hujurat - Al-Hadid

تفسير العثيمين: الحجرات - الحديد

Editorial

دار الثريا للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م

Ubicación del editor

الرياض

Géneros

مثل هذا التركيب لا يحتاج إلى جواب القسم، لأنه معروف من عظمة المقسم عليه، فكأنه أقسم بالقرآن على صحة القرآن، فالقرآن المجيد لكونه مجيدًا كان دليلًا على الحق، وأنه منزل من عند الله ﷿ وحينئذ لا يحتاج القسم إلى جواب؛ لأن الجواب في ضمن القسم: ﴿بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب﴾ عجبوا: الواو تعود على المكذبين للرسول ﵊ الذين كذبوا رسالته، وكذبوا بالقرآن، وكذبوا بالبعث، وكذبوا باليوم الآخر، ولهذا ﴿عجبوا أن جاءهم منذر منهم﴾ عجبوا عجب استغراب واستنكار، وإنما قلنا ذلك لأن العجب تارة يُراد به الاستنكار والتكذيب، وتارة يراد به الاستحسان، فقول عائشة ﵂: «كان الرسول ﷺ يعجبه التيمن في تنعله، وترجله، وطهوره، وفي شأنه كله» (^١) .
والمراد بالعجب هنا الاستحسان، وقوله هنا: ﴿بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم﴾ المراد به الاستنكار والتكذيب، ﴿أن جاءهم منذر منهم﴾ أي: ليس بعيدًا عنهم بل هو منهم نسبًا وحسبًا ومسكنًا، يعرفونه، ومع ذلك قالوا هذا شيء عجيب ﴿أءذا متنا وكنا ترابًا ذلك رجع بعيد﴾ لما جاءهم محمد رسول الله ﷺ أخبرهم بأن الله سوف يبعثهم، وسوف يجازيهم، ويحاسبهم تعجبوا كيف هذا؟ أيحيى الإنسان بعد أن كان رفاتًا، قال الكافرون: ﴿هذا شيء عجيب أءذا متنا وكنا ترابًا﴾ إذا من المعروف أنها ظرفية، وكل ظرف

(^١) أخرجه البخاري، كتاب الوضوء، باب التيمن في الوضوء والغسل (رقم ١٦٧) ومسلم، كتاب الطهارة، باب التيمن في الطهور وغيره (رقم ٢٦٨) .

1 / 73