266

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Ankabut

تفسير العثيمين: العنكبوت

Editorial

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٦ هـ

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

الآية (٤٨)
* * *
* قالَ اللَّه ﷿: ﴿وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ﴾ [العنكبوت: ٤٨].
* * *
قَال المُفَسِّر: [﴿وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِه﴾ أي: القُرآنُ]: وهذا لا يَسْتَقِيمُ؛ لأنه ليس بواضحٍ ولا يتَنَاسَبُ مع السياقِ؛ لأن لفْظَةَ (كِتَابٍ) منونة، وفي نَسْخَةٍ أخرى: [﴿مِنْ كِتَابٍ﴾ للَّهِ]؛ فعَلى هذه النسخة يكون المعنى: ما قرأتُ كُتُبًا نازِلَةً من قَبْلُ حتى تُتَهَّمَ، وأما إذا حَذَفْنا لفظة (للَّه) كما في بعض النُّسَخِ فيكون المرادُ بالكتابِ هنا المكتوبُ، يعني: ما كنت تَتْلُو مَكْتُوبًا سواء هو نازِلٌ من عندِ اللَّهِ أم مِنْ عندَ غَيْرِ اللَّهِ، والأخيرُ أعَمُّ، وعلى هذا فالذي يظْهَرُ -واللَّه تعالى أعلم- زيادة اسم (اللَّه) في كلام المُفَسِّر ﵀.
وقوله: ﴿تَتْلُو﴾ يَعْنِي: تَقْرَأُ.
وقوله: ﴿مِنْ كِتَابٍ﴾ (من) زائِدَةٌ لَفْظًا ومَعْنًى، فزَائِدَةٌ لَفْظًا بمعنى أنها لو حُذِفَتْ لاستقامَ الكلامُ، وزائدِةٌ معنى، أي: فيها زِيادَةُ مَعْنى وهو التوكيدُ، والتعبير المعروفُ يقولون: [زَائِدَة لفْظًا لا مَعْنى]، وزيادَتُها لتَأْكِيدِ النَّفْي غَالِبًا، قال ابن مالك ﵀ (^١):
وزيدَ فِي نَقْي وشِبْهِهِ فَجَرُّ ... نَكِرةً كمَا لِبَاغٍ مِنْ مَفَرْ

(^١) البيت رقم (٣٧٠) من ألفيته.

1 / 270