196

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-Ankabut

تفسير العثيمين: العنكبوت

Editorial

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٦ هـ

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

الآية (٤٠)
* * *
* قالَ اللَّه ﷿: ﴿فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ [العنكبوت: ٤٠].
* * *
قَال المُفَسِّر ﵀: [﴿فَكُلًّا﴾ مِنَ المذْكُورِينَ ﴿أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ﴾].
المُفَسِّر ﵀ قدَّرَ ﴿فَكُلًّا﴾ بالتَّنوينِ، والأصلُ أن يُقَدَّرَ (فكُلُّ أَحدٍ)، لكنَّ المُفَسِّر منعه مِنْ تقديرِ (أحد) أن (كُلًّا) منونَّةٌ، وهو لا يجبُ أن يُغَيَّرُ لفظُ القرآن، ولهذا قال [مِنَ المذكورين].
والتنوين في (كلًّا) يقول النحويون: إنه تَنوينُ عِوضٍ عن كَلمَةٍ، والتقديرُ: (فكلُّ أحَدٍ)، والتنوين قد يكونُ عِوضًا عن كلمة كهذه الآيةِ، وقد يكون عِوضًا عَنْ حرف في نَحْو: (جوارٍ وغواشِ)، وقد يكون عِوضًا عن جُملةٍ وهو اللاحِقُ لـ (إذ) عوضًا عن جملة كَما في قوله ﷿: ﴿وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ﴾ [الواقعة: ٨٤]، التقدير: (وأنتم حِينئذِ بلَغَتِ الرُّوحُ الحلقومَ تَنظُرونَ)، ومثاله أيضًا قوله تعالى: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ﴾ [الروم: ١٤]، التقدير: (ويومئذِ تَقومُ السَّاعةُ).
قوله: ﴿فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ﴾ يعني: كُلًّا من هؤلاء أَخَذَه اللَّه ﷿ بذنْبِهِ، والباء في قوله: ﴿بِذَنْبِهِ﴾ تكون سَبَبِيَّةً وللمعاوضَةِ والمقابلةِ، يعني: أنهم بسببِ

1 / 200