Tafsir Al-Uthaymeen: Al-An'am

Muhammad ibn Salih al-Uthaymin d. 1421 AH
84

Tafsir Al-Uthaymeen: Al-An'am

تفسير العثيمين: الأنعام

Editorial

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

السميع، أي: المُسْمِع ليس المعنى السامع؛ لأنه داعٍ والشواهد على ذلك كثيرة وحكيم أيضًا تكون بمعنى حاكم، إذًا هي مشتقة من الحِكمة ومن الحكم، والدليل على أنها من الحكم قول الله ﵎: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٥٠)﴾ [المائدة: ٥٠] وأما الدليل على أنها مشتقة من الحكمة فقوله تعالى: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (٨)﴾ [التين: ٨] والجواب بلى؛ إذًا الحكيم مشتقة من الإحكام والحكم، فإذا كانت مشتقة من الإحكام أو الحكمة فهي بمعنى محكِم، وإذا كانت من الحكم فهي بمعنى حاكم، والله ﵎ موصوف بهذا وهذا. ثم اعلم أن الحكم كوني وشرعي، فمن الكوني قول الله تعالى عن أخي يوسف: ﴿فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي﴾ [يوسف: ٨٠]، أي: يقدر لي، هذا حكم قدري. وأما الشرعي فكما في قول الله ﵎ في سورة الممتحنة ﴿ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ﴾ [الممتحنة: ١٠]، أي: شرعه. فإن قال قائل: ما الفرق بينهما؟ قلنا: الفرق بينهما من وجهين: الأول: أنه إذا حكم الله تعالى بشيء حكمًا قدريًا فلا بد أن يقع، فإذا حكم ﷾ بالخوف فلا بد أن يقع الخوف، وإذا حكم بالجدب فلا بد أن يقع الجدب، وإذا حكم بالرخاء فلا بد أن يقع رخاء، وهلم جرَّا. أما الحكم الشرعي فإذا حكم بشيء فقد ينفذ وقد لا ينفذ،

1 / 88