Tafsir Al-Sha'rawi

Ash-Sha'rawi d. 1418 AH
68

Tafsir Al-Sha'rawi

تفسير الشعراوي

Géneros

[طه: 38-39]. والفهم السطحي يظن أن هذا تكرار ونقول لا. فقوله تعالى:

وأوحينآ إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم..

[القصص: 7]. هذه اللقطة تدل على أن الله سبحانه وتعالى يعد أم موسى إعدادا إيمانيا للحدث، ولكن عند وقوع الحدث تتغير القصة على نمط سريع

أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل..

[طه: 39]. كلام يناسب لحظة وقوع الحدث.. فالآية الأولى.. بينت لنا أن أم موسى أرضعته قبل أن تضعه في التابوت، وأنها ستلقيه في اليم عندما يحدث خطر وتخاف عليه من القتل، وفيه تطمين لها. ألا تخاف ولا تحزن. لأن الله منجيه، وفيها بشارتان: أن الله سيرده لأمه، وأن الله قد اختاره رسولا. نأتي إلى الآية الثانية التي تكمل لنا هذه اللقطة، فتقول

أن اقذفيه في التابوت..

[طه: 39]. هنا نعرف أن أم موسى ستلقيه في تابوت، وهو ما لم يذكر في الآية السابقة، ثم بعد ذلك نعلم أن الله سبحانه وتعالى أصدر أمره إلى الماء أن يلقى التابوت إلى الساحل، وهذا ما لم يرد في الآية السابقة، ونعرف أيضا أن الذي سيأخذه وهو فرعون، ستكون بينهما عداوة متبادلة.. وهكذا نرى أن آيتي القصة يكمل بعضهما بعضا، وليس هناك تكرار. والله سبحانه وتعالى في الآية الثانية يريد أن يثبت أنه ستكون هناك عداوة متبادلة بين موسى وفرعون.. كما أثبتت عداوة فرعون لله جل جلاله ولموسى، فقال:

عدو لي وعدو له..

[طه: 39]. ولكن العداوة لا تستقر إلا إذا كانت متبادلة. فتأتي آية ثالثة لتكمل الصورة.. في قوله تعالى:

فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا..

Página desconocida