تفسير القرآن الكريم - أسامة سليمان
تفسير القرآن الكريم - أسامة سليمان
Géneros
حق الزوج على زوجته
الحمد لله رب العالمين، الذي أحسن كل شيء خلقه، وبدأ خلق الإنسان من طين، ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين، ثم سواه ونفخ فيه من روحه، وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلًا ما تشكرون.
خلق الإنسان من سلالة من طين، ثم جعله نطفة في قرار مكين، ثم خلق النطفة علقة سوداء للناظرين، ثم خلق العلقة مضغة بقدر أكلة الماضغين، ثم خلق المضغة عظامًا كأساس لهذا البناء المتين، ثم كسا العظام لحمًا هي له كالثوب للابسين، ثم أنشأه خلقًا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين، ثم إنكم بعد ذلك لميتون، ثم إنكم يوم القيامة تبعثون.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يؤتي الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، يغني فقيرًا، ويفقر غنيًا، ويعز ذليلًا، ويذل عزيزًا، ويملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، وهو مستوٍ على عرشه، بائن من خلقه، لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، قلوب العباد بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف شاء وحسبما أراد.
فاللهم يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك، ويا مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك.
وأشهد أن نبينا ورسولنا محمدًا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، فما ترك من خير يقربنا من الجنة إلا وأمرنا به، وما من شر يقربنا من النار إلا ونهانا عنه، فترك الأمة على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك.
ثم أما بعد: فنواصل رحلتنا مع الحقوق التي بدأناها، ونستكمل موضوع حسن الخلق، قال الله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم:٤] يعني: وإنك لعلى دين عظيم، فمن زاد في الخلق زاد في الدين.
وموضوعنا اليوم: حق الزوج على زوجته، تحدثنا في اللقاء السابق عن حق الزوجة على الزوج، وقلنا: إن كل واحد منا لا بد أن يراجع نفسه، وينظر هل أدى الحقوق التي ألزمه الله بها؟ وهي لأنها حقوق وواجبات، سيسألك رب العالمين عنها يوم القيامة، وحتى نربط بين الموضوعين، ذكرنا أن حقوق الزوجة سبعة: أولًا: الصداق.
ثانيًا: حسن المعاشرة.
ثالثًا: النفقة.
رابعًا: الاعتدال في الغيرة.
خامسًا: أن يعلمها أمور دينها.
سادسًا: حق الفراش والوطء.
سابعًا: العدل بين الزوجات إن تعددن.
نذكر الآن حق الزوج.
9 / 2