Tafsir
تفسير النسفي
Editor
يوسف علي بديوي
Editorial
دار الكلم الطيب
Número de edición
الأولى
Año de publicación
1419 AH
Ubicación del editor
بيروت
Géneros
Exégesis
المستضعفين الذين ﴿لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً﴾ في الخروج منها لفقرهم وعجزهم ﴿وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلًا﴾ ولا معرفة لهم بالمسالك ولا يستطيعون صفة للمستضعفين أو للرجال والنسا والولدان وإنما جاز ذلك والجمل نكرات لأن الموصوف وإن كان فيه حرف التعريف فليس بشئ بعينه كقوله ولقد أمر على اللئيم يسبني
فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا (٩٩)
﴿فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم﴾ وعسى وإن كان للإطماع فهو من الله واجب لأن الكريم إذا أطمع أنجز ﴿وَكَانَ الله عَفُوًّا غَفُورًا﴾ لعباده قبل أن يخلقهم
وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (١٠٠)
﴿وَمَن يُهَاجِرْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِى الأرض مراغما﴾ مهاجرا وطريقا براغم بسلوكه قومه أي يفارقهم على رغم أنوفهم والرغم الذل والهوان وأصله لصوق الأنف بالرغام وهو التراب يقال راغمت الرجل إذا فارقته وهو يكره مفارقتك لمذلة تلحقه بذلك ﴿كَثِيرًا وَسَعَةً﴾ في الرزق أو في إظهار الدين أو فى الصدر لتبدل الخوف بالأمن
النساء (١٠٠ - ١٠٢)
﴿وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مهاجرا﴾ حال من الضمير في يخرج ﴿إِلَى الله وَرَسُولِهِ﴾ إلى حيث أمر الله ورسوله ﴿ثُمَّ يُدْرِكْهُ الموت﴾ قبل بلوغه مهاجره وهو عطف على يخرج ﴿فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلىَ الله﴾ أي حصل له الأجر بوعد الله وهو تأكيد للوعد فلا شيء يجب على الله لأحد من خلقه ﴿وَكَانَ الله غَفُورًا رَّحِيمًا﴾ قالوا كل هجرة لطلب علم أو حج أو جهاد أو فرار إلى بلد يزداد فيه طاعة أو قناعة أو زهدًا أو ابتغاء رزق طيب فهي هجرة إلى الله ورسوله وإن أدركه الموت في طريقه فقد وقع أجره على الله
1 / 389