Tafsir
تفسير النسفي
Editor
يوسف علي بديوي
Editorial
دار الكلم الطيب
Número de edición
الأولى
Año de publicación
1419 AH
Ubicación del editor
بيروت
Géneros
Exégesis
﴿فَتَبَيَّنُواْ﴾ فتثبتوا حمزة وعلي وهما من التفعل بمعنى الاستفعال أي اطلبوا بيان الأمر وثباته ولا تتهوكوا فيه ﴿وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السلام﴾ السلم مدني وشامي وحمزة وهما الاستسلام وقيل الإسلام وقيل التسليم الذي هو تحية أهل الإسلام ﴿لَسْتَ مُؤْمِنًا﴾ في موضع النصب بالقول وروي أن مرداس بن نهيك أسلم ولم يسلم من قومه غيره فغزتهم سرية لرسول الله ﷺ فهربوا وبقي مرداس لثقته بإسلامه فلما رأى الخيل ألجأ غنمه إلى منعرج من الجبل وصعد فلما تلاحقوا وكبروا كبر ونزل وقال لا إله إلا الله محمد رسول الله السلام عليكم فقتله أسامة بن زيد واستاق غنمه فأخبروا رسول الله ﷺ فوجد وجدا شديدا وقتل قتلتموه إرادة ما معه ثم قرأ الآية على أسامة ﴿تَبْتَغُونَ عَرَضَ الحياة الدنيا﴾ تطلبون الغنيمة التي هى حطام سريع النفاذ فهو الذي يدعوكم إلى ترك التثبت وقلة البحث عن حال من تقتلونه والعرض المال سمى به لسرعة فنائه وتبتغون حال من ضمير الفاعل في تقولوا ﴿فَعِنْدَ الله مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ﴾ يغنّمكموها تغنيكم عن قتل رجل يظهر الإسلام ويتعوذ به من التعرض له لتأخذوا ماله ﴿كذلك كُنتُمْ مّن قَبْلُ﴾ أو ما دخلتم
النساء (٩٤ - ٩٧)
في الإسلام سمعت من أفواهكم كلمة الشهادة فحصنت دماءكم وأموالكم من غير انتظار الاطلاع على مواطأة قلوبكم لألسنتكم والكاف في كذلك حبر كان وقد تقدم عليها وعلى اسمها ﴿فَمَنَّ الله عَلَيْكُمْ﴾ بالاستقامة والاشتهار بالإيمان فافعلوا بالداخلين في الإسلام كما فعل بكم ﴿فَتَبَيَّنُواْ﴾ كرر الأمر بالتبين ليؤكد عليهم ﴿إِنَّ الله كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ فلا تتهافتوا في القتل وكونوا محترزين محتاطين في ذلك
1 / 386