Tafsir
تفسير النسفي
Editor
يوسف علي بديوي
Editorial
دار الكلم الطيب
Número de edición
الأولى
Año de publicación
1419 AH
Ubicación del editor
بيروت
Géneros
Exégesis
التحاكم إلى غير رسول الله ﷺ على التحاكم إليه تحاكمًا إلى الشيطان بدليل قوله ﴿وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشيطان أَن يُضِلَّهُمْ﴾ عن الحق ﴿ضلالا بَعِيدًا﴾ مستمرًا إلى الموت
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (٦١)
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ﴾ للمنافقين ﴿تَعَالَوْاْ إلى مَا أَنزَلَ الله وَإِلَى الرسول﴾
للتحاكم ﴿رَأَيْتَ المنافقين يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا﴾ يعرضون عنك إلى غيرك ليغروه بالرشوة فيقضي لهم
فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (٦٢)
﴿فَكَيْفَ﴾ تكون حالهم وكيف يصنعون ﴿إِذَا أصابتهم مُّصِيبَةٌ﴾ من قتل عمر بشرا ﴿بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ﴾ من التحاكم إلى غيرك واتهامهم لك فى الحكم ﴿ثم جاؤوك﴾ أي أصحاب القتيل من المنافقين ﴿يَحْلِفُونَ بالله﴾ حال ﴿إِنْ أَرَدْنَا﴾ ما أردنا بتحاكمنا إلى غيرك ﴿إِلاَّ إِحْسَانًا﴾ لا إساءة ﴿وَتَوْفِيقًا﴾ بين الخصمين ولم ترد مخالفة لك ولا تسخطًا لحكمك وهذا وعيد لهم على فعلهم وأنهم سيندمون عليه حين لا ينفعهم الندم ولا يغني عنهم الاعتذار وقيل جاء أولياء المنافق يطلبون بدمه وقد أهدره الله فقالوا ما أردنا بالتحاكم إلى عمر إلا أن يحسن صاحبنا بحكومة العدل والتوفيق بينه وبين خصمه وما خطر ببالنا أنه يحكم له بما حكم به
أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا (٦٣)
﴿أُولَئِكَ الذين يَعْلَمُ الله مَا فِى قُلُوبِهِمْ﴾ من النفاق ﴿فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِى أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا﴾ فأعرض عن قبول الأعذار وعظ بالزجر والإنكار وبالغ في وعظهم بالتخويف والإنذار أو أعرض عن عقابهم وعظهم في عتابهم وبلغ كنه ما في ضميرك من الوعظ بارتكابهم والبلاغة أن يبلغ بلسانه كنه ما فى جنانه وفى أنفسهم يتعلق يقل لهم أي قل لهم في معنى أنفسهم الخبيثة وقلوبهم المطوية على
1 / 369