336

Tafsir

تفسير النسفي

Investigador

يوسف علي بديوي

Editorial

دار الكلم الطيب

Número de edición

الأولى

Año de publicación

1419 AH

Ubicación del editor

بيروت

Géneros

Exégesis
إن الكريم يسره أن يرى أثر نعمته فأحببت أن أسرك بالنظر إلى آثار نعمتك فأعجبه كلامه قيل نزلت في شأن اليهود الذين كتموا صفة محمد ﵇ ﴿وَأَعْتَدْنَا للكافرين عَذَابًا مُّهِينًا﴾ أي يهانون به في الآخرة
وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا (٣٨)
﴿والذين يُنْفِقُونَ أموالهم﴾ معطوف على الذين يبخلون أو على الكافرين ﴿رِئَاء الناس﴾ مفعول له أي للفخار وليقال ما أجودهم لا لابتغاء وجه الله وهم المنافقون أو مشركوا مكة ﴿وَلاَ يُؤْمِنُونَ بالله وَلاَ باليوم الآخر وَمَن يَكُنِ الشيطان لَهُ قَرِينًا فَسَاء قِرِينًا﴾ حيث حملهم على البخل والرياء وكل شر ويجوز أن يكون وعيدًا لهم بأن الشيطان يقرن بهم فى النار
وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا (٣٩)
﴿وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا من ما رزقهم الله﴾ وأى تبعة وبال عليهم في الإيمان والإنفاق في سبيل الله والمراد الذم والتوبيخ وإلا فكل منفعة ومصلحة فى ذلك وهذا كما يقال للعاق وما فرك لو كنت بارًا وقد علم أنه لا مضرة في البر ولكنه ذم وتوبيخ ﴿وَكَانَ الله بِهِم عَلِيمًا﴾ وعيد
إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (٤٠)
﴿إِنَّ الله لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ﴾ هي النملة الصغير وعن ابن عباس رضى الله عنهما أنه أدخل يده في التراب فرفعه ثم نفخ عليه فقال كل واحدة من هؤلاء ذرة وقيل كل جزء من أجزاء الهباء في الكوة ذرة ﴿وَإِن تَكُ حَسَنَةً﴾ وإن يك مثقال الذرة حسنة وإنما أنث ضمير المثقال لكونه مضافًا إلى مؤنث حسنةٌ حجازي على كان التامة وحذفت النون من تكن تخفيفًا لكثرة الاستعمال ﴿يضاعفها﴾ يضعفها ثوابها يعفها مكي وشامي ﴿وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ ويعط صاحبها من عنده ثوابًا عظيمًا وما وصفه الله بالعظم فمن يعرف مقداره مع أنه سمى متاع الدنيا

1 / 358