Interpretación del Corán

Sahl Tustari d. 283 AH
175

Interpretación del Corán

تفسير القرآن

Investigador

محمد باسل عيون السود

Editorial

منشورات محمد علي بيضون / دارالكتب العلمية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٣ هـ

Ubicación del editor

بيروت

Géneros

Exégesis
ويذكرون ربهم بالغداة والعشي في بيوته الطيبة، ويدعونه بألسنتهم رغبًا ورهبًا ويسألونه بأيديهم خفضًا ورفعًا، ويشتاقون إليه بقلوبهم عودًا وبدءًا، مؤونتهم على الناس خفيفة وعلى أنفسهم ثقيلة، يدبون على الأرض بأقدامهم دبيب النمل بغير فرح ولا بذخ ولا ميل» «١»، الحديث بطوله. [سورة المعارج (٧٠): آية ٢٩] وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (٢٩) قوله تعالى: وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ [٢٩] قال: باطن الآية جميع الجوارح الظاهرة والباطنة يحفظونها عن ظهور آثار نفس الطبع عليها. [سورة المعارج (٧٠): الآيات ٣٢ الى ٣٣] وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (٣٢) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ (٣٣) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ [٣٢] قال: باطنها أمانة النفس، لأنها سر الله عند عباده، يسارّهم بمعلومه فيها خواطرًا وهممًا، ويسارّونه بالافتقار واللجأ إليه، فإذا سكن القلب إلى ما خطر عليه من وسوسة العبد وبأدنى شيء ظهر إلى الصدر، ومن الصدر إلى الجسد، فيكون قد خان في أمانة الله، وعهده والإيمان. وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ [٣٣] قال: قائمون بحفظ ما شهدوا به من شهادة أن لا إله إلا الله، فلا يقعدون عنها في شيء من الأفعال والأقوال والأحوال ولا يفترون. والله ﷾ أعلم. السورة التي يذكر فيها نوح ﵇ [سورة نوح (٧١): آية ٧] وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبارًا (٧) قوله تعالى: وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبارًا [٧] قال: الإصرار على الذنب يورث الجهل، والجهل يورث التخطي في الباطل، والتخطي في الباطل يورث النفاق، والنفاق يورث الكفر. قيل: وما علامة المنافق؟ قال: يبصر الشيء عند مذاكرته، فإذا قام من عنده كأنه لم يخطر على قلبه، قال الله تعالى: كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا [البقرة: ٢٠] . [سورة نوح (٧١): آية ٢٥] مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصارًا (٢٥) قوله تعالى: أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا [٢٥] قال: أغرقوا في الحيرة عن الهدى، فأدخلوا نارًا، فأوجب الله عليهم الهوان، وأنزلهم دار الشقاء. والله ﷾ أعلم.

(١) المستدرك على الصحيحين ٣/ ١٩ وشعب الإيمان ١/ ٤٧٨.

1 / 178