102
قال : { ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل } أي حفيظ لأعمال العباد .
قوله : { لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير } أي اللطيف بخلقه فيما أعطاهم ، الخبير بأعمالهم .
قوله : { قد جاءكم بصائر من ربكم } أي القرآن { فمن أبصر } أي اهتدى { فلنفسه ومن عمي } أي عن الهدى { فعليها } أي فعلى نفسه { وما أنا عليكم بحفيظ } أي أحفظ أعمالكم حتى أجازيكم بها .
قوله : { وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست } وهي تقرأ على أربعة أوجه : درست ودارست ودرست ودرست . ذكروا عن ابن عباس قال : درست أي : قرأت وتعلمت . وقال مجاهد مثل ذلك . وبعضهم يقول : دارست ، أي : قارأت أهل الكتابين . ومن قرأ : درست فهو يقول : قرئت : ومقرأ الحسن : درست ، أي : قد درست وذهبت مع كذب الأولين وباطلهم . قال : { ولنبينه لقوم يعلمون } .
قوله : { اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو } أي ادعهم إلى لا إله إلا هو والعمل بفرائضه . { وأعرض عن المشركين } . وقد نسخها القتال .
قوله : { ولو شاء الله ما أشركوا } وهو كقوله : { ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا } { وما جعلناك عليهم حفيظا } أي : لأعمالهم حتى تجازيهم بها . { وما أنت عليهم بوكيل } .
قوله : { ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم } . وهي تقرأ على وجهين : عدوا وعدوا . وهو من العدوان ، والعدوان الظلم .
قال الحسن : كان المسلمون يسبون آلهة المشركين ، أي أوثانهم ، فإذا سبوها سب المشركون الله . وقال بعضهم : كان المسلمون يسبون أوثان الكفار فيردون عليهم ، فنهاهم الله أن يستسبوا لربهم قوما جهلة لا علم لهم بربهم .
وقال الكلبي : قال المشركون : والله لينتهين محمد عن سب آلهتنا أو لنسبن ربه ، فنزلت هذه الآية .
{ كذلك زينا لكل أمة عملهم } وهي مثل قوله : { إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم } [ النمل : 4 ] { ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون } أي في الدنيا .
Página 376