268

Tafsir

تفسير الهواري

Géneros

116

قال الحسن : ثم استتابه الله فقال : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا } . فلما نزلت هذه الآية رجع إلى المسلمين . ثم إنه نقب على بيت من المسلمين بيتا ، فأدرك وقد وقع عليه الحائط فقتله .

وقوله : { إلا من أمر بصدقة أو معروف } والمعروف القرض .

وأما قوله : { نوله ما تولى } أي من آلهة الباطل .

قوله : { ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما } فبلغنا أنها لما نزلت قال إبليس وجنوده : ذهب عملنا باطلا؛ إذا فتناهم استغفروا فغفر لهم . فقال إبليس : لأحملنهم على أمر يدينون به فيقتل بعضهم بعضا .

قال الحسن : قال رسول الله A : « إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون ولكن في التحريش بينهم وما يحقرون من أعمالهم قد رضي » .

قوله : { إن يدعون من دونه إلا إناثا } قال الحسن : إلا أمواتا . غير أن بعضهم روى عنه أنه قال : شيئا ميتا لا روح فيه . قال بعضهم هو مثل قوله : { والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون أموات غير أحياء } [ النحل : 20-21 ] يعني أصنامهم . { وإن يدعون إلا شيطانا مريدا } . قال بعضهم : مرد على المعصية .

وقال الحسن : أي أن تلك الأوثان التي عبدوها من دون الله لم تدعهم إلى عبادتها وإنما دعاهم إلى عبادتها الشيطان .

Página 268