ثم سأل عنه بعد حين، فقيل: مات فقال: صدق لما جاءه الرزق مثل أفواه القرب قصر عمره، وهكذا الحكم والقياس، وقد جعل الله لكل إنسان نصيبا من السعادة وقسطا من النعيم، وجعل له قسطا في الدنيا وقسطا في الآخرة، كما قال تعالى:
وكل شيء عنده بمقدار
[الرعد:8]. وقال:
وما ننزله إلا بقدر معلوم
[الحجر:21].
فمقدار ما يأخذ الإنسان نصيبا وحظا من النعيم والتلذذ في الدنيا، فبذلك المقدار ينقص حظه ونصيبه من نعيم الآخرة.
وهذا وإن كان إقناعيا، فهو مما يحكم به صاحب الحدس الصحيح بضرب من الشواهد والآثار، وإليه الإشارة بقوله تعالى:
أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها
[الأحقاف:20] و:
من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب
Página desconocida