198

أما القرآن

وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض

[النور:55]: الآية. وأما الخبر فقوله لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج رجل من أهل بيتي يوافق اسمه اسمي وكنيته كنيتي، به يملأ الله الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما.

وقيل: الغيب: هو القرآن وهو قول زيد بن حبيش، وكأنه أراد به أسرار القرآن وتأويلات الآيات.

وقيل: المراد بالغيب، هو القلب، والمعنى: يؤمنون بقلوبهم، لا كمن يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم، ويمكن حمل ما روي عن ابن مسعود من أنه قال: والذي لا اله غيره ما آمن أحد أفضل من ايمان بغيب - ثم قرأ هذه الآية -، على هذا المعنى. كما أمكن حمله على كل من الوجهين السابقين. أعني قول من جعل قوله: " بالغيب " ، صفة للمؤمنين، وحالا عن ضمير: يؤمنون، كما مر، أو عن: المؤمن به، وقول من جعله صلة للإيمان وأوقعه موقع المفعول به، فالباء إما للتعدية، أو للمصاحبة، أو للآلية.

قوله جل اسمه: ويقيمون الصلاة

أما معنى الإقامة للصلاة، فذكروا له وجوها:

أحدها: تعديل أركانها، وحفظها من أن يقع في فرائضها خلل وفي آدابها زيغ، من أقام العود: إذا قومه.

وثانيها: إدامتها والمواظبة عليها، كما قال تعالى:

الذين هم على صلاتهم دآئمون

Página desconocida