ومن قال: { اياك نعبد واياك نستعين } زال كبره بالأول، وعجبه بالثاني.
وإذا قال: { اهدنا الصراط المستقيم } اندفع عنه شيطان الهوى، وإذا قال: { صراط الذين انعمت عليهم } زال عنه كفره، وإذا قال: { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } اندفعت بدعته، وإذا زالت عنه الأخلاق الستة التي هي مجامع الشرور كلها، زال عنه حجابه وبعده عن جناب القدس.
[2 - سورة البقرة]
[2.1]
فصل
في نبذ من أسرار الحروف
لما ذكر الله عن نفسه أنه الظاهر وأنه الباطن وأنه المتكلم، وأن له كلاما وكلمات وكتبا، وذكر نبيه (صلى الله عليه وآله):
" أن له نفسا من الإسم الرحمن، الذي به استوى على العرش، وهو بمنزلة قلب الإنسان كما قال: قلب المؤمن عرش الله "
صح لنا الإيمان بهذه الأمور.
فلما علمنا أن له نفسا لا كأنفاسنا، بل على وجه يليق بذاته وصفاته أنه الباطن والظاهر كبطوننا وظهورنا، وأن له كلاما على وجه يناسب عظمته وجلاله، علمنا أن كلماته هي الموجودات الصادرة عنه، الناشية عن ذاته بذاته، من غير توسط مادة أو محل أو استعداد على مثال الحروف والكلمات الناشية من الإنسان التي يتشكل بها الهواء الخارج من باطنه؛ ولا كمثل أفعال الإنسان التي تتوسط فيها الآلات الجسمانية الخارجة عنه.
Página desconocida