يا من يرى مد البعوض جناحها
في ظلمة الليل البهيم الأليل
ويرى عروق نياطها في نحرها
والمخ في تلك العظام النحل
اغفر لعبد تاب من فرطاته
ما كان منه في الزمان الأول
{ الذين ينقضون عهد الله } العهد ما ركبه في عقولهم من الحجة على توحيده واتباع نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) ويجوز ان تكون الآية في اليهود. { ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل } قيل: هو عام في كل ما أمر الله ان يوصله. { أولئك هم الخاسرون } الخاسر ضد الرابح، وأصل الخسران النقص، ومنه خسر الصبي سنه اذا قلعها. { كيف تكفرون بالله } استفهام معناه التوبيخ. { وكنتم أمواتا } يعني نطفا. { فأحياكم } في الدنيا. { ثم يميتكم } عند انقضاء آجالكم. { ثم يحييكم } في القبور والنشور، وقيل: يحييكم في القبور. { ثم إليه ترجعون } بالبعث والنشور. { هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا } يعني لأجلكم وانتفاعكم به في دينكم ودنياكم، فالانتفاع الدنيوي ظاهر بأنواع المشتهيات والمستلذات وما يتبعها، والديني من وجهين: أحدهما النظر في المخلوقات من عجائب الصنع الدالة على الصانع القادر العالم، وثانيهما مما يرى من العقارب والحنشان ونحوها مما يقع بمشاهدته بذكر أهوال الآخرة وما فيها من هذه الأنواع، فكان المنة بهذه أبلغ وأوضح، انه خلق بعضه للانتفاع، وبعضه للاعتبار لا كما يزعم من استدل بها على إباحة كل الحيوانات، لأن الاجماع على خلافه. { ثم استوى الى السماء } اي قصد اليها بإرادته ومشيئته بعد خلق الارض من غير ان يريد خلق شيء آخر ، والمراد بالسماء جهات العلو. { وهو بكل شيء عليم } فمن ثم خلقهن خلقا مستويا محكما من غير تفاوت مع خلق ما في الأرض على حسب حاجات أهلها ومنافعهم ومصالحهم.
[2.30-39]
{ وإذ قال ربك للملائكة } قيل: هو خطاب لجميع الملائكة، وقيل: هو عام لمن كانوا سكان الأرض من الملائكة. { إني جاعل في الأرض } قيل: هي الأرض التي عليها مستقر الخلق، وقيل: هي مكة. { خليفة } اي قوما يخلف بعضهم بعضا اذا مات واحد خلفه الآخر، وقيل: خليفة عليكم، وقيل: خليفة عني يأمر وينهي ويحكم، ويجري الانهار، ويغرس الاشجار. { قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها } أي من يفسد ذريته لأن آدم (عليه السلام) لم يكن بهذه الصفة، ولا رسل الله وأنبياؤه (عليهم السلام) والمؤمنون، وفي معرفتهم بذلك أقوال: قيل: رأوا ذلك في اللوح المحفوظ، وقيل: قاسوا وكانت الجن على هذه الصفة واول من قاس الملائكة، وقيل: عرفوا ذلك من لفظ الخليفة فان الخليفة من يقوم مقام الاول. { ونحن نسبح بحمدك } قال الحسن: " يقولون سبحان الله وبحمده " ويدل عليه الخبر المروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
" انه سئل أي الكلام أفضل؟ فقال: " ما اصطفاه الله تعالى للملائكة سبحان الله وبحمده "
Página desconocida