Tafsir
تفسير ابن أبي العز
Editorial
مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Número de edición
نشر في العددان
Géneros
Exégesis
سورة القصص
[قوله تعالى:] ﴿فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الأَيْمَنِ﴾ ١ النداء هو الكلام من بعد، فسمع موسى ﵇ النداء من حافة الوادي، ثم قال: ﴿فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ﴾ أي: أن النداء كان في البقعة المباركة من عند الشجرة٢، كما تقول: سمعت كلام زيد من البيت، يكون (من البيت) لابتداء الغاية٣، لا أن البيت هو المتكلم، ولو كان الكلام مخلوقًا في الشجرة٤ لكانت الشجرة هي القائلة: ﴿يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ ٥.
قوله تعالى: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاّ وَجْهَه﴾ ٦ فمن كلامهم أن المراد كل شيء مما كتب الله عليه الفناء والهلاك هالك٧،والجنة والنار خلقتا للبقاء
_________
١ سورة القصص، الآية: ٣٠.
٢ أخرج هذا التفسير ابن جرير في جامع البيان (١٩/٥٧٣) عن قتادة بإسناد صحيح. وجعله الواحدي في الوسيط (٣/٣٩٨) أحد الاحتمالين.
٣ ذكره الألوسي وجهًا. انظر روح المعاني (٢٠/٧٣) .
٤ كما تقول المعتزلة. انظر متشابه القرآن لعبد الجبار، ص (٥٤٥)، ونسب هذا القول إليهم - أيضًا السمعاني في تفسير القرآن (٤/١٣٧)، وهو في التفسير الكبير (٢٤/٢٠٩) منسوب إليهم. والعجب كل العجب كيف تورط الماوردي في هذا القول الباطل. انظر النكت والعيون (٤/٢٥١) . وهذا مما دعا ابن الصلاح إلى اتهام الماوردي بالاعتزال. انظر سير أعلام النبلاء (١٨/٦٧) .
٥ شرح العقيدة الطحاوية، ص (١٨٢، ١٨٣) .
٦ سورة القصص، الآية: ٨٨.
٧ نحو هذا في التفسير الكبير (٢٥/٢٠)، وفي غرائب القرآن للنيسابوري (٢٠/٧٣)، وروح المعاني (٢٠/١٣١) .
121 / 25