Tafsir
تفسير النسفي
Investigador
يوسف علي بديوي
Editorial
دار الكلم الطيب
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
Ubicación del editor
بيروت
مَرْيَمَ﴾ خبر مبتدأ محذوف أي هو ابن مريم ولا يجوز أن يكون صفة لعيسى لأنه اسمه عيسى فحسب وليس اسمه عيسى بن مريم وإنما قال ابن مريم إعلامًا لها أنه يولد من غير أب فلا ينسب إلا إلى أمه ﴿وَجِيهًا﴾ ذا جاه وقدر ﴿في الدنيا﴾ بالنبوة والطاعة ﴿والآخرة﴾ بعلوا الدرجة والشفاعة ﴿ومن المقربين﴾ يرفعه إلى السماء وقوله وجيهًا حال من كلمة لكونها موصوفة وكذا ومن المقربين أي وثابتًا من المقربين
وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (٤٦)
وكذا ﴿ويكَلِّمُ النّاسَ﴾ أي ومكلمًا الناس ﴿في المهد﴾ حال من الضمير في يكلم أي ثابتًا في المهد وهو ما يمهد للصبي من مضجعه سمي بالمصدر ﴿وَكَهْلًا﴾ عطف عليه أي ويكلم الناس طفلًا وكهلًا أي يكلم الناس في هاتين الحالتين كلام الأنبياء من غير تفاوت بين حال الطفولة وحال الكهولة التي يستحكم فيها العقل ويستنبأ فيها الأنبياء ﴿وَمِنَ الصالحين﴾ حال أيضًا والتقدير يبشرك به موصوفًا بهذه الصفات
قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٤٧)
﴿قَالَتْ رَبِّ أنى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كذلك الله يَخْلُقُ مَا يشاء﴾
آل عمران (٤٧ - ٥١)
﴿إذا قضى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فيَكُونُ﴾ أي إذا قدر تكون شيء كونه من غرتأخير لكنه عبر بقوله كن إخبارًا عن سرعة تكون الأشياء بتكوينه
وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ (٤٨)
﴿ويعلمه﴾ مدنى وعاضم وموضعه حال معطوفة على وجيهًا الباقون بالنون على أنه كلام مبتدأ ﴿الكتابَ﴾ أي الكتابة وكان أحسن الناس خطًا في زمانه وقيل كتب الله ﴿والحكمَةَ﴾ بيان الحلال والحرام أو الكتاب الخط باليد والحكمة البيان باللسان ﴿والتوراة والإنجيل﴾
وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٤٩)
﴿وَرَسُولًا﴾ أي ونجعله رسولًا أو يكون في موضع الحال أي وجيهًا في الدنيا والآخرة ورسولا ﴿إلى بني إسرائيل أَنّي﴾ بأني ﴿قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مّن
1 / 256