126

Tafsir

تفسير النسفي

Investigador

يوسف علي بديوي

Editorial

دار الكلم الطيب

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

Ubicación del editor

بيروت

ويعتبرون فيستدلون بهذه الأشياء على قدرة موجدها وحكمة مبدعها ووحدانية منشئها وفي الحديث ويل لمن قرأ هذه الآية فمج بها أي لم يتفكر فيها ولم يعتبر بها
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (١٦٥) ﴿ومن النّاس﴾ أي ومع هذا البرهان النير من الناس ﴿مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ الله أَندَادًا﴾ أمثالًا من الأصنام ﴿يُحِبُّونَهُمْ﴾ يعظمونهم ويخضعون لهم تعظيم المحبوب ﴿كَحُبّ الله﴾ كتعظيم الله والخضوع له أي يحبون الأصنام كما يحبون الله يعني يسوون بينهم وبينه في محبتهم لأنهم كانوا يقرون بالله ويتقربون إليه وقيل يحبونهم كحب المؤمنين الله ﴿والذين آمنوا أَشَدُّ حُبّا لِلَّهِ﴾ من المشركين لآلهتهم لأنهم لا يعدلون عنه إلى غيره بحال والمشركون يعدلون عن أندادهم إلى الله عند الشدائد البقرة (١٦٥ - ١٦٨) فيفزعون إليه ويخضعون له ﴿وَلَوْ يَرَى﴾ ترى نافع وشامي على خطاب الرسول أو كل مخاطب أي ولو ترى ذلك لرأيت أمرًا عظيمًا ﴿الذين ظَلَمُواْ﴾ إشارة إلى متخذي الأنداد ﴿إِذْ يَرَوْنَ﴾ يرون شامي ﴿العذاب أَنَّ القوة لِلَّهِ جَمِيعًا﴾ حال ﴿وَأَنَّ الله شَدِيدُ العذاب﴾ شديد عذابه أي ولو يعلم هؤلاء الذين ارتكبوا الظلم العظيم بشركهم أن القدرة كلها لله تعالى على كل شيء من الثواب والعقاب دون أندادهم ويعلمون شدة عقابه للظالمين إذا عاينوا العذاب يوم القيامة لكان منهم مالا يدخل تحت الوصف من الندم والحسرة فحذف الجواب لأن لو إذا جاء فيما يشوق إليه أو يخوف منه قلما يوصل بجواب ليذهب القلب فيه كل مذهب ولو يليها الماضى وكذا إذ وضعها لتدل على الماضى إنما دخلتا على المستقبل هنا لأن إخبار الله تعالى عن المستقبل باعتبار صدقه كالماضي
إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (١٦٦) ﴿إِذْ تَبَرَّأَ﴾ مدغمة الذال في التاء حيث وقعت عراقي غير عاصم

1 / 148