وإذا قلت: صراط الذين أنعمت عليهم، تحققت بمقام الجمع.
وإذا قلت: غير المغضوب عليهم، استوحشت من سطوة سلطنة صفاته الجلالية.
وإذا قلت: ولا الضالين، خفت من الرجوع بعد الوصول.
وإذا قلت: آمين، أمنت من الشيطان الرجيم.
فلك أن تصلي على الوجه الذي تلي، حتى تكون لك صلاتك معراجا إلى ذروة الذات الأحدية ومرقاة إلى السماء السرمدية، ومفتاحا للخزائن الأزلية الأبدية، وذلك لا يتيسر إلا بعد الموت الإرادي من مقتضيات الأوصاف البشرية، والتخلق بالأخلاق المرضية والخصال السنية، ولا يحصل لك هذا الميل إلا بعد العزلة والفرار عن الناس المنهمكين في الغفلة، والانقطاع عنهم وعن وسوستهم وعاداتهم المرة، وإلا فالطبيعة سارقة والأمراض سارية والنفوس آمرة بالهوى، مائلة عن المولى، عصمنا الله من شرورها وخلصنا من غرورها بمنه وجوده.
[2 - سورة البقرة]
[2.1-5]
{ الم } [البقرة: 1] أيها الإنسان الكامل، اللائق لخلافتنا، الملازم لاستشكاف أسرار ربوبيتنا كيفية بركات هويتنا الذاتية السارية على صفائح المكونات، المنتزعة عنها والمأخوذة منها.
{ ذلك الكتاب } الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، المتعبد درجة كماله عن إفهام الجامع مراتب الأسماء والصفات في عالم الغيب والشهادة، المنزل على مرتبتك يا أكمل الرسل، الجامعة لجميع مراتب الكائنات من الأزل إلى الأبد بحيث لا يشذ عنها مرتبة أصلا { لا ريب فيه } بأنه منزل من عندنا لفظا ومعنى:
أما لفظا: فلعجز جماهير البلغاء ومشاهير الفصحاء عن معارضة أقصر آية منه مع وفور دواعيهم.
Página desconocida