{ وما لكم } وأي شيء عرض لكم ويمنعكم { ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه و } الحال أنه { قد فصل لكم } ربكم { ما حرم عليكم } في قوله:
حرمت عليكم الميتة والدم...
[المائدة: 3].
فعليكم ألا تأكلوا المحرمات { إلا ما اضطررتم إليه } حينئذ يباح لكم منها مقدار سد جرعة { وإن كثيرا } من الناس { ليضلون } في أنفسهم ويضلون غيرهم من الضعفاء بتحليل المحرمات، وتحريم المحللات بلا سند شرعي { بأهوائهم } الباطلة { بغير علم } بما عند الله فلا تتبعوا ولا تقتفوا أثرهم { إن ربك } يا أكمل الرسل { هو أعلم بالمعتدين } [الأنعام: 119] المتجاوزين عن حدوده بمتابعة أهوائهم الفاسدة فيجازيهم على مقتضى علمه.
{ وذروا } أيها المؤمنون { ظهر الإثم } أي: الإقدام عليه والاتصاف به { وباطنه } أي: أخطاره وإجراءه على القلب { إن الذين يكسبون الإثم } ويميون إليه متلذذين { سيجزون } في النشأة الأخرى { بما كانوا يقترفون } [الأنعام: 120] أي: بمقدار ما يتلذذون.
[6.121-123]
{ ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه } حين ذبحه { وإنه } أي: أكلكم منه { لفسق } خروج عن حكم الله بمتابعة أهل الأهواء الضالين عن طريق الحق بوسوسة الشياطين، ولا تغفلوا من وسوستهم { وإن الشيطين ليوحون } يلقون ويسوسون { إلى أوليآئهم } من أهل الأهواء { ليجدلوكم } أيها المؤمنون حتى يضلوكم عن طريق الحق سيما في المآكل والمشارب { وإن أطعتموهم إنكم لمشركون } [الأنعام: 121] لأنه من أطاع غير الله فقد أشرك به.
{ أو من كان } منكم { ميتا } بالجهل والكفر { فأحيينه } بالمعرفة والإيمان { وجعلنا له نورا يمشي به في الناس } هدايا منيرا كان { كمن مثله } وصفه وشأنه { في الظلمت } المتراكمة والمتزاحمة وهي ظلمة الجهل والكفر والعصيان، واعتقاده أنه { ليس بخارج منها } لعدم تناهيها فأنقذه الله من ظلمة الضلالة بنور الهداية وهداء إلى صراط مستقيم هو الإسلام { كذلك } أي: مثل تزيين الإيمان للمؤمن { زين للكفرين ما كانوا يعملون } [الأنعام: 122] من الكفر والعصيان.
{ وكذلك } أي: كما جعل في مكبة أكابر وصناديد يجرمون فيها جرائم عظيمة { جعلنا في كل قرية } أي: قدرنا فيها { أكبر } كانوا { مجرميها } ومترفيها { ليمكروا فيها } بأنواع المكر والحيل ليضلوا ضعفاء العوام { وما يمكرون } هؤلاء الماكرون { إلا بأنفسهم } لأن وبال مكرهم يعود عليهم { وما يشعرون } [الأنعام: 123] لقساوة لقولبهم وشدة عمههم.
[6.124-127]
Página desconocida