175

Tafsir

تفسير الراغب الأصفهاني

Investigador

د. هند بنت محمد بن زاهد سردار

Editorial

كلية الدعوة وأصول الدين

Ubicación del editor

جامعة أم القرى

أي سعة من المكان، وعلى هذا قالوا: بينهما بون، وقال الشاعر: فثم الفتى كل الفتى كان بينه ... وبين المراجي نفنف متباعد والنسيان: زوال الشيء عن الحفظ، فهو ضربان: انفعال بغير فعل من صاحبه، وهو المعفو عنه بقوله ﵇ " رفع عن أمتي الخطأ والنسيان ". وأنه قال بفعل من صاحبه، وهو أ، يترك مراعاة المحفوظ حتى يذهب عنه، وهو المذموم بقوله تعالى: ﴿كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾، وقال ﵇: " من حفظ القرآن، ثم نسيه، لقي الله وهو أجذم "، ولما ورد هذا الخبر عن النبي ﵇ كره ابن مسعود ﵁ أن يقول القائل: " نسيت آية كيت وكيت "، والق: لتقل: " أنسيت، ومن جعل الإنسان من ذلك، فأصله عنده: " أنسيان "، بدلالة: " أنيسيان " في تصغيره، ومعنى تلاه: تبعه، والتلاوة في القرآن إتباع اللفظ اللفظ، أة: إتباع اللفظ بتدبر المعنى، وهو المراد بقوله: ﴿يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ﴾، والعقل: أصله المنع الشديد، ومنه: عقل البعير "، " والعاقول ": الدواء، يمسك البطن، والعقلية للنفس الممنوع عن الإخراج، والمعقلة، والعقال، واعتقل لسانه. وقد ذكر الله تعالى " العقل " بأربعو أسماء: " العقل، والنهي، والحجر، واللب " وذلك بأنظار مختلفة -، فأكثرها ذكر العقل، وذلك لعقله عما يقبح وعلى ما يحسن، والنهي: لكونه ناهيًا عن القبائح، والحجر: لجعل صاحبه في حجر عما لا يحسن، واللب: لكون ذلك الجزء من الإنسان، بالإضافة إلى

1 / 175