Tafsir
تفسير السلمي
Editor
سيد عمران
Editorial
دار الكتب العلمية
Edición
الأولى
Año de publicación
1421هـ - 2001م
Ubicación del editor
لبنان/ بيروت
قال بعضهم في قوله تعالى :
﴿الله نور السماوات والأرض﴾
قال : هو شواهد | ربوبيته ودلائل توحيده ظاهر فتمثل معرفته في قلوب العارفين كمصباح في مشكاة شبه | نور المعرفة في القلوب بالمصباح ، وشبه قلب المؤمن بالقنديل . | | قال بعضهم : المصباح سراج المعرفة وفتيلته الفرائض وذهنه الإخلاص ، ونوره نور | الاتصال كلما ازداد الإخلاص صفاء ازداد المصباح ضياء ، وكلما ازدادت الفرائض | حقيقة ازداد المصباح نورا .
قال بعضهم : من عرف أن الله نور السموات والأرض لم يمن على الله بطاعته ، ولا | بذكره ، ولا بصدقه ولا بشيء من أبواب الخير لأن الله جل جلاله أجرى ذلك على | يديه ، ونور قلبه وهداه واجتباه واصطفاه وجباه لأن الله يقول :
﴿الله نور السماوات والأرض﴾
.
قال الواسطي : نور قلوب الرسل حتى عرفوه وعبدوه وكذلك نور قلوب المؤمنين | فقال : الله نور السموات والأرض نور قلوبهم فأضاءت برضوانه السابق بمحبته القديمة ، | وبمودته الأزلية وموالاته السرمدية فلما خاطبها قالت : لبيك فجدد المنة عليهم فهذا | قوله :
﴿الله نور السماوات والأرض﴾
.
وقال الحسين : في قوله :
﴿الله نور السماوات والأرض﴾
قال منور قلوبكم حتى | عرفتم ووجدتم وختم بقوله :
﴿يهدي الله لنوره من يشاء﴾
فكان أول ابتدائه الله نور | السموات والأرض إني أنا مبتدئ النعم ومتممها والآخر خاتمه فالأول فضل والآخر | مشيئة فهو المجتبي لأوليائه والهادي لأصفيائه .
قال الحسين : إن الله نور السموات والأرض ، وهو نور النور يهدي من يشاء بنوره | إلى قدرته ، وبقدرته إلى غيبة ، وبغيبه إلى قدمه ، وبقدمه إلى أزله ، وأبده بأزله وأبده | إلى وحدانيته ، لا إله إلا هو المشهود شأنه بقدرته ، تقدس وتعالى يزيد من يشاء علما | بتوحيده ووحدانيته ، | وتنزيهه ، وإجلال مقامه وتعظيم ربوبيته .
قال الواسطي : ^ ( يكاد زيتها يضيء ) ^ الزيت التوفيق والنار التسديد ، والنور القرآن ، | قال يهدي الله لنوره من يشاء فأخذ الكسب من المؤمنين وأثبت اختصاصه ورحمته | ومشيئته بقوله :
﴿يختص برحمته من يشاء﴾
وأثبت الإرادة فلما أثبت الإرادة قال :
﴿الله نور السماوات والأرض﴾
قال : أنا منور قلوب عبادي بتوحيدي ومنهجها بتفريدي ، | والمتولي لها بالفضل والرحمة ، والاختصاص والمشيئة والاصطفاء ، وقال إن الله تعالى | خلق الأرواح قبل الأجساد ، ونورها بصفاته ، وخاطبها بذاته فاستضاءت واستنارت بنور | قدسه فأخبر عنها بقوله :
﴿الله نور السماوات والأرض﴾
لأنه منور الأرواح بكمال نوره . |
Página 49