Tafsir
تفسير السلمي
Editor
سيد عمران
Editorial
دار الكتب العلمية
Número de edición
الأولى
Año de publicación
1421هـ - 2001م
Ubicación del editor
لبنان/ بيروت
قال الجنيد رحمه الله في قوله :
﴿الله نور السماوات والأرض مثل نوره﴾
الآية . | قالت طائفة معناه : منور قلوب أهل السموات والأرض بنور الأيمان ، ومثل القلب | كالمشكاة ، وجعل سويداء القلب كالزجاجة لا بدخلها شيء موقاه من الضلالة ، والردى | مصانة بالسديد والهدى وهو منورها بهداه وموفقها بطاعته .
وقال : ليس بشرقية ولا غربية . قال : ليس بيهودية ولا نصرانية . ثم قال : كالكوكب | الدري فذكر الدر لنفاسة الدر ، وعظيم خطره في قلوب الخلق ، أنه موجود في قعر | الأبحر لا يناله إلا الغواصون وهم الراسخون في العلم ، غاصوا بأرواحهم في الغيب | فاستخرجوا نفيس الذخائر ، وجليل الجواهر فنطق عليهم وعنهم لما في قلوبهم يكاد زيتها | يضيء والزيت التوفيق .
وقال جعفر بن محمد رضي الله عنه : الأنوار تختلف
أولها : نور حفظ القلب ، ثم نور الخوف ، ثم نور الرجاء ، ثم نور الحب ، ثم نور | التفكر ، ثم نور اليقين ، ثم نور التذكر ، ثم النظر بنور العلم ، ثم نور الحياء ، ثم نور | حلاوة الإيمان ، ثم نور الإسلام ، ثم نور الإحسان ، ثم نور النعمة ، ثم نور الفضل ، ثم | نور الآلاء ، ثم نور الكرم ، ثم نور العطف ، ثم نور القلب ، ثم نور الإحاطة ، ثم نور | الهيبة ، ثم نور الحياة ، ثم نور الأنس ، ثم نور الاستقامة ، ثم نور الاستكانة ، ثم نور | الطمأنينة ، ثم نور العظمة ، ثم نور الجلال ، ثم نور القدرة ، ثم نور العدل ، ثم نور | القوة ، ثم نور الإلهية ، ثم نور الوحدانية ، ثم نور الفردانية ، ثم نور الأبدية ، ثم نور | السرمدية ، ثم نور الديمومية ، ثم نور الأزلية ، ثم نور البقائية ، ثم نور الكلية ، ثم نور | الهيبة ، ولكل واحد من هذه الأنوار أهل وله حال ، ومحلها ، وكلها من أنوار الحق التي | ذكرها الله في قوله :
﴿الله نور السماوات والأرض﴾
ولكل عبد من عبيده مشرق من | نور هذه الأنوار وربما كان حظه من نورين ، ومن ثلاث ، ولا تتم هذه الأنوار لأحد إلا | لمحمد صلى الله عليه وسلم ، وأنه القائم مع الله بشروط تصحيح العبودية ، والمحبة فهو نور وهو من ربه | على نور من ربه .
وقال بعضهم : نور السموات الملائكة ، ونور الأرض الأولياء .
وقال بعضهم : النور في السماء إظهار الهيبة ، والنور في الأرض إظهار القدرة .
Página 47