95

Tafsir

تفسير القرآن العظيم المنسوب للإمام الطبراني

Géneros

Exégesis

[97]

قوله عز وجل : { قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله } ، قال ابن عباس : " إن حبرا من الأحبار عالما من علماء اليهود ، يقال له ابن صوريا ، قال للنبي صلى الله عليه وسلم : كيف نومك ؟ فإنا نعرف نوم النبي الذي يجتبى في آخر الزمان ، قال : [تنام عيناي وقلبي يقظان] قال : صدقت. فأخبرنا عن الولد أمن الرجل أم من المرأة ؟ قال : [أما العظم والعصب والعروق فمن الرجل ؛ وأما اللحم والدم والظفر والشعر فمن المرأة]. قال : صدقت. فما بال الولد يشبه أعمامه ليس فيه شبة من أخواله ، ويشبه أخواله ليس فيه شبه من أعمامه ؟ فقال : [أيهما علا ماؤه على ماء صاحبه كان الشبه له] قال : صدقت. بقيت خصلة إن قلتها آمنت بك واتبعتك! أي ملك يأتيك بالوحي ؟ قال : [جبريل] قال : ذاك عدونا. ينزل بالقتال والشدة ورسولنا ميكائيل ينزل بالسرور والرخاء ، فلو كان ميكائيل هو الذي يأتيك آمنا بك وصدقناك. فقال : عمر رضي الله عنه : إشهدوا أن من كان عدوا لجبريل فإنه عدو لميكائيل. فقال : لا نقولن هذ " ا. فأنزل الله هذه الآية.

وقال مقاتل : إن اليهود قالت : إن جبريل عدونا أمر أن يجعل النبوة فينا فجعلها في غيرنا. وقال قتادة وعكرمة والسدي : كان لعمر رضي الله عنه أرض بأعلى المدينة ؛ ممرها على مدارس اليهود ، وكان عمر إذا أتى أرضه يأتيهم ويسمع منهم ويكلمهم ، فقالوا : يا عمر ما في أصحاب محمد أحب إلينا منك ؛ إنهم يمرون بنا فيؤذوننا وأنت لا تؤذينا وإنا لنطمع فيك! فقال عمر رضي الله عنه : (ما أحببتكم كحبكم إياي ولا أسألكم إني شاك في ديني ، وإنما أدخل إليكم لأزداد بصيرة في أمر محمد صلى الله عليه وسلم وأرى آثاره في كتابكم). فقالوا : من صاحب محمد الذي يأتيه من الملائكة ؟ قال : (جبريل) قالوا : ذاك عدونا يطلع محمدا على سرنا وهو صاحب كل عذاب وخسف وشدة ؛ وإن ميكائيل إذا جاء ؛ جاء بالخصب والسلامة. فقال عمر : (تعرفون جبريل وتنكرون محمدا صلى الله عليه وسلم!) قالوا : نعم ، فقال عمر رضي الله عنه : (أنا أشهد أن من كان عدوا لجبريل فهو عدو لميكائيل ؛ ومن كان عدوا لهما فالله عدو له). ثم رجع عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد جبريل قد سبقه بالوحي ؛ فقرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآيات. وقال : [لقد وافقك ربك يا عمر]. فقال عمر رضي الله عنه : (لقد رأيتني في دين الله بعد ذلك أصلب من الحجر).

قال الله تعالى تصديقا لعمر : { قل من كان عدوا لجبريل } أي قل لهم يا محمد : من كان عدوا لجبريل.

Página 95