57

Tafsir

تفسير القرآن العظيم المنسوب للإمام الطبراني

Géneros

Exégesis

[53]

وقوله عز وجل : { وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون } قال مجاهد والفراء : (هما شيء واحد يعني التوراة ؛ وما يفرق به بين الحق والباطل). وقد سمى الله تعالى التوراة فرقانا في موضع آخر وهو قوله تعالى : { ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضيآء }[الأنبياء : 48] ، وسمى الله النصرة يوم بدر على الكفار فرقانا كما قال : { ومآ أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان }[الأنفال : 41] أراد بد يوم بدر ؛ وإنما عطف الشيء على نفسه وكرره ؛ لأن العرب تكرر الشيء إذا اختلف ألفاظه ، قال عنترة : حييت من ظلل تقادم عهده أقوى وأقفر بعد أم الهيثموقال الكسائي : الفرقان : بعث الكتاب ؛ يريد : { وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان }. والفرقان : فرق بين الحلال والحرام ؛ والكفر والإيمان ؛ والوعد والوعيد ؛ فزيدت الواو فيه كما تزاد في النعوت ؛ من قولهم : فلان حسن وطويل. ودليل هذا التأويل : { ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شيء }[الأنعام : 154]. وقال قطرب : (أراد بالفرقان : القرآن).

وفي الآية إضمار معناه : وإذا آتينا موسى الكتاب ومحمدا الفرقان. قوله تعالى : { لعلكم تهتدون } أي بهذين الكتابين ، وقال بعضهم : أراد بالفرقان انفراق البحر وهو من عظيم الآيات ، يدل عليه قوله تعالى : { وإذ فرقنا بكم البحر }[البقرة : 50].

Página 57