شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون (1) " وقوله يحكى قول إبراهيم عليه السلام " أتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون (2) " وقوله " قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا (3) " وقوله " أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون (4) " ومثله كثير مما هو رد على الزنادقة وعبدة الأوثان واما ما هو رد على الدهرية زعموا ان الدهر لم يزل ولا يزال ابدا وليس له مدبر ولا صانع وأنكروا البعث... والنشور فحكى الله عز وجل قولهم فقال " وقالوا ما هي الا حياتنا الدنيا نموت ونحيى وإنما قالوا نحيى ونموت وما يهلكنا الا الدهر وما لهم بذلك من علم أن هم الا يظنون؟ (5).
فرد الله عليهم فقال عز وجل " يا أيها الناس ان كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى اجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا (6) " ثم ضرب للبعث والنشور مثلا فقال: " وترى الأرض هامدة - اي يابسة - مبتة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج يهيج - اي حسن - ذلك بان الله هو الحق وانه يحيى الموتى وانه على كل شئ قدير وان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور (7) " وقوله " الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به
Página 18