52

Pensamiento Crítico

التفكير النقدي

Géneros

إن وجود اللغة المحتدمة لا يعني بالضرورة أن الحجاج لا يجري وفقا لتعريفنا للتفكير النقدي. فقد تتضمن الطرق المستخدمة كي يغير الناس آراءهم شيئا من الدراما أو البلاغة المشحونة بالعاطفة. بالرغم من ذلك، ينبغي تحري الدقة عند التمييز بين الحقيقي من الحجج، وإن كانت صاخبة، وبين الحجج التي تنتمي إلى نشاط من نوع آخر هو الشجار.

14

وفي الشجار، يقدم الفوز ونيل المراد على إقناع الآخر بتغيير معتقداته.

يعد استخدام الإرغام الجسدي علامة على أن ما يجري شجار لا حجاج. فاستخدام العنف لكي يفعل الآخرون ما يطلب منهم لا يستلزم من أحد تغيير رأيه، بل كل ما عليه هو تغيير سلوكه فحسب؛ تجنبا للأذى. وثمة طرق أخرى أيضا لتحقيق الهدف من دون إقناع صادق، ومنها ابتزاز الشخص (بما في ذلك الابتزاز المعنوي)، أو حتى رفع مستوى العاطفة في المواجهة بدرجة عالية؛ فيضطر الأشخاص إلى فعل أي شيء؛ هربا من موقف غير مريح، بغض النظر عما يعتقده.

ولما كان الهدف من التفكير النقدي إيجاد أسباب تدعم المعتقدات، فإن الأنشطة على غرار الشجار، التي لا تقدم سوى أسباب لتجنب أذى جسدي أو نفسي، لا تندرج ضمن تعريف الحجاج الذي يستخدمه المفكرون التأمليون. وبالرغم من أن مناشدة العاطفة ليست محظورة على المفكر النقدي عند الحجاج بشأن قضية، ينبغي قياس أفعال الإقناع المدروسة وتركيزها على جعل الآخرين يرغبون في تصديق ما نخبرهم به.

وتوجد أشكال أخرى من التواصل لا تنطوي على الحجاج أو الشجار. فالنشرات الرياضية المقدمة في الصحف على سبيل المثال، تعرض مجموعة من الحقائق، لا أسبابا تدفع إلى تصديق شيء ما، فهي تندرج بذلك في فئة «التفسير» وليس الحجة. ويصبح الفرق بين الحجة والتفسير غامضا في بعض الأحيان. على سبيل المثال، تقدم النشرة الجوية حقائق بشكل عام، لكن هذه الحقائق يمكن أن تستخدم لدعم تنبؤات، وفي هذه الحالة تصبح تلك الحقائق بمثابة مقدمات في حجة تضم تنبؤا أو أكثر يكون بمثابة استنتاج في الحجة. وقد لخص أحد الفلاسفة هذا الفرق في قوله: «يهدف الشرح إلى زيادة فهم المستمع، أما الجدال فيهدف إلى تحسين إمكانية قبول إحدى وجهات النظر.»

15 (12) الخلفية المعرفية

بالرغم من أن العديد من التدريبات المهمة في المنطق قائم على الصور التجريدية (كالمتغيرات في عبارة مثل: «إذا تحقق س، فسيتحقق ص»، ويمكن أن تشير س وص في مثل هذه العبارات إلى أشياء مختلفة)؛ فعادة ما يطبق التفكير النقدي على أحد الموضوعات بسبب تركيزه على التفكير المنطقي غير الصوري. ولهذا، فإن الإلمام بالمعرفة عن هذا الموضوع الوثيق الصلة، عنصر بالغ الأهمية في تدريبات التفكير النقدي.

ويلخص أستاذ علم النفس المعرفي بجامعة فيرجينيا دانيل تي ويلينجهام، مدى ارتباط التفكير المنطقي بالمحتوى الذي يطبق عليه، من خلال الأمثلة التالية:

لقد لاحظ المعلمون منذ أمد بعيد أن الحضور في المدرسة وحتى النجاح الأكاديمي لا يضمنان أن الطالب سيتخرج متسلحا بسمات التفكير الفعال في كل المواقف. وثمة نزعة غريبة تجاه ارتباط بالتفكير الدقيق ببعض الأمثلة أو أنواع معينة من المسائل. ونتيجة لذلك، قد يتعلم الطالب تقدير قيمة الحل لمسألة رياضية قبل البدء في العمليات الحسابية باعتبارها طريقة للتحقق من دقة إجابته، لكن في مختبر الكيمياء، يحسب ذلك الطالب نفسه مكونات مركب ما من دون ملاحظة أن مجموع تقديراته يصل إلى أكثر من 100 بالمائة. وقد يتعلم الطالب التأني في مناقشة أسباب الثورة الأمريكية من وجهتي النظر البريطانية والأمريكية، لكنه لا يفكر حتى في أن يتساءل بشأن منظور ألمانيا في الحرب العالمية الثانية. فلماذا يتمكن الطلاب من التفكير النقدي في موقف ما، ولا يتمكنون من ذلك في موقف آخر؟ تتلخص الإجابة عن هذا فيما يلي: ترتبط عمليات التفكير ارتباطا كبيرا بالموضوع محل التفكير.

Página desconocida