Pensamiento científico y desarrollos de la realidad contemporánea
التفكير العلمي ومستجدات الواقع المعاصر
Géneros
2
والتفكير العلمي يعتمد على منهجية أساسها الموضوعية التي تعني تجرد الباحث عن أهوائه وميوله الذاتية وأغراضه الشخصية، والإذعان للحق والحقيقة، وإسلامنا الحنيف يدعو صراحة إلى هذا البعد الأساسي المنهجي، من حيث ينهى عن اتباع الأهواء والميول والظنون التي لا تغني من الحق شيئا، بل إنه ينعى على من يخضع لهذه المؤثرات جميعا، ويتبدى لنا ذلك في قوله تعالى:
أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا (43) أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا (الفرقان: 43، 44)، ويقول سبحانه:
إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس (النجم: 23)، ويقول عز وجل:
وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا (يونس: 36)، فهذه الآيات وغيرها كثير، صريحة الدلالة على دعوة الإسلام إلى ضرورة الالتزام بالحق والتثبت باليقين، والتجرد من الميول والأهواء والنزعات الشخصية سواء في مجال الاعتقاد أو الفكر أو السلوك الفردي.
3
وإذ يضع القرآن هذه القواعد والضوابط، فإنه يحث ويؤكد على طلب العلم والمعرفة والسعي الجاد في تحصيلها بكل ما أوتي الإنسان من وسائل وقدرات. ويظهر ذلك في قوله تعالى:
هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون (يونس: 50)، وأظهر من ذلك قوله:
فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون (النحل: 3). والمقصود بأهل الذكر كل متخصص في مجاله أيا ما كان هذا المجال، بل إن أول آية نزلت في القرآن تتضمن أمرا بالتعلم، وهي قوله تعالى:
اقرأ باسم ربك الذي خلق (1) خلق الإنسان من علق (2) اقرأ وربك الأكرم (3) الذي علم بالقلم (4) علم الإنسان ما لم يعلم (العلق: 1-4). ويدعو إلى الاستزادة، لا من المال أو الجاه أو إشباع الشهوات والغرائز، وإنما الاستزادة من العلم، في قوله تعالى:
Página desconocida