Pensamiento científico y desarrollos de la realidad contemporánea
التفكير العلمي ومستجدات الواقع المعاصر
Géneros
70
ونحن نخالف هذه النظرية الجابرية، وذلك لأنها تتعامل مع تراثنا العلمي العربي بروح استعلائية فلا نجد في هذا التراث ما ينتمي للتقدم ولا تكلف نفسها إعمال الفكر في البحث والتنقيب والدراسة الموضوعية للتراث.
ومن ناحية أخرى نتساءل مع الدكتور رشدي راشد: «عما إذا كان قد حان الأوان كي يتمسك مؤرخ العلوم بالموضوعات التي تقتضيها مهنته، وكي يكف عن استيراد مختلس ل «أيديولوجيات» بغير ضابط ولا رادع عن ترويجها بدون شعور، وكي يتجنب كل المحاولات التي تبرر أوجه الشبه على حساب التباين. كالمعجزة العلمية الحديثة عند السواد الأعظم. ألم يحن الأوان لكتابة التاريخ دون اللجوء إلى البديهيات الكاذبة التي تدعو إلى اصطناعها دواع قومية تكاد لا تخفى؟»
71
إذ تطرح هذا التساؤل تهدف إلى إزاحة خرافة المعجزة العلمية الغربية الحديثة؛ فالمعجزة عنصر إلهي ديني أولا وأخيرا، أو لا شأن للبشر ما دامت هي ما يعجز عنه البشر، فلا بد وأن ننأى عن محاولات تفهم أي واقع إنساني - سواء الواقع العلمي أو سواه - إذا أردنا لهذه المحاولات انضباطا.
72
وثمة نقطة هامة نود مناقشتها بالنسبة لهذا الفريق وهي مسألة «حداثة العلم»، فهذا الفريق يعتقد أن العلم لم يبدأ شوطه بمعناه الحقيقي إلا في عصر النهضة الأوروبية في القرنين السادس والسابع عشر الميلاديين، والقائلون بهذا من علمائنا ومفكرينا المعاصرين كثيرون.
ومن أهمهم الدكتور «زكي نجيب محمود» وذلك في كتابة «المنطق الوضعي» حيث يقول: «إن العلم لم يبدأ شوطه في حياتنا الإنسانية بصفة جدية إلا منذ عصر النهضة. على أن ظهور الروح العلمية أيام عصر النهضة، لم يكن ظهورها مصادفة عمياء جاءت عرضا في سير التاريخ، بل جاءت نتيجة مباشرة لبذور المنهج العلمي على يد فرنسيس بيكون.»
73
وقد برر بعض الباحثين ما ذكره الدكتور «زكي نجيب محمود» في هذا النص، بأنه يضع هو وأمثاله من القائلين بحداثة العلم نصب أعينهم الآثار العلمية الهائلة التي ترتبت على ظهور العلم الحديث؛
Página desconocida