Pensamiento científico y desarrollos de la realidad contemporánea
التفكير العلمي ومستجدات الواقع المعاصر
Géneros
الأول:
أن لفظ المسلمين يخرج النصارى واليهود والصابئة وغيرهم ممن كان لهم نصيب غير يسير في العلوم والتصانيف العربية.
الثاني:
أن لفظ المسلمين يستلزم البحث عما صنفه أهل الإسلام بلغات غير العربية.
31
ونحن نؤيد هذا الرأي ونوافق عليه؛ لأن العلم العربي هو العلم الذي كتبت مادته باللغة العربية وأسهم في تقديمه أقوام عاشوا في البلاد العربية أو تدين لسلطان العرب (سواء كانوا عربا أو عجما أو مسلمين أو مسيحيين أو يهودا أو صابئة) ارتبطوا بمصير واحد وجمعوا تراثا مشتركا وتذوق جميعهم العربية، حتى قال قائلهم: «لأن أهجى بالعربية أحب إلي من أن أمدح بالفارسية.»
32
إنني مع المؤمنين القائلين بأن العلم لا ينتسب لجنس من الأجناس، بل للغة التي بها حرر وبواسطتها نشر. إن العلم العربي نتاج مجتمع ظهر للعيان بعد الفتح الإسلامي كانت له دار الإسلام وطنا مشتركا، والعربية لغة، وامتزجت فيه الثقافات وانصهر على اليونان بحكمة فارس والهند بتعاليم الإسلام، فأنجب أمة وسطا جمعت بين النظر والعمل - بين العلم والتطبيق - فقال قائلهم: «إذا أضاف المرء إلى العلم والعمل، فقد نال الأمل، ورحل إلى زحل، وسما إلى السماء، ولحق بالملأ الأعلى.»
33
ومن ناحية أخرى يجب أن نعترف بأن هناك «علما عربيا» له منهجه وموضوعه، واشتهر بآراء ونظريات، وقام على أمره كثير من المتكلمين والفلاسفة والعلماء، ووضعت فيه بحوث ومؤلفات تعد من بين المؤلفات العلمية الهامة في تاريخ العلم قديمه وحديثه، واعتبرت ثروة بشرية أفادت منها ثقافات مختلفة، أخذ هذا العلم وأعطى، وأخذ عن العلم الإغريقي وعن بعض البحوث العلمية في فارس والهند، وأضاف إليها ما أضاف وأضحى علما عربيا خالصا، أعطى الثقافات المعاصرة له من سريانية وعبرية ولاتينية، وهو جدير بأن يجند كثير من المستشرقين حياتهم لدراسة هذا العلم في أصوله ومصادره، في نشأته ومراحل نموه، في مدارسه وكبار رجاله، وأن يتابعوا أثره، وكيف أفاد الغرب منه في دفع عجلة التقدم والتطور الذي هو عليه الآن.
Página desconocida