فلما قاما من المجلس، سئل الحسن وهبا فأخبره بخبر الجني، وأنه كيف فضل رواة الحسن على غيره.
فقال الحسن لوهب: أقسمت عليك أن (1لا(1) تذكر هذا الحديث لأحد، فإني لا آمن أن ينزله الناس على غير ما جاء.
قال وهب: فكنت ألقى ذلك الجني في الموسم كل عام فيسألني فأخبره، ولقد لقيته عاما في الطواف، فلما قضينا طوافنا، قعدت أنا وهو في ناحية المسجد، فقلت له: ناولني يدك، فمد يده فإذا هي مثل برثن الهر، وإذا عليها وبر، ثم مددت يدي حتى بلغت منكبه فإذا مرجع(2) جناح، (3قال فأغمز يده غمزة(3)، ثم تحدثنا ساعة.
وقال: يا أبا عبد الله، ناولني يدك، كما ناولتك، قال: فأقسم بالله لقد غمز يدي غمزة حين ناولتها إياه حتى كاد يصيحني وضحك.
قال وهب: فكنت ألقى ذلك الجني في كل عام في مواسم، ثم فقدته فظننت أنه مات. انتهى(4).
Página 19