واما من الأنبياء فخلق كثير بلغوا الألف وزادوا عليها كآدم، ونوح وشيث ونحوهم وعاش قينان تسعمائة سنة وعاش مهلائيل ثمان مائة وعاش نفيل بن عبد الله سبعمائة سنة وعاش سطيح الكاهن واسمه ربيعة بن عمرو ستمائة سنة وعاش عامر بن الضرب خمسمائة وكان حاكم العرب وكذا تيم الله بن ثعلبة وكذا سام بن نوح وعاش الحرث بن مضاض الجرهمي اربعمائة سنة وهو القائل (كأن لم يكن بين الحجون الى الصفا) وكذا ارفخشد وعاش قس بن ساعدة ثلاثمائة وثمانين سنة وعاش كعب بن جمجمة الدوسي ثلاثمائة وتسعين سنة وعاش سلمان الفارسي مائتين وخمسين سنة وقيل ثلاثمائة في خلق يطول ذكرهم.
فصل
وقد جمع الأئمة (ع) أبو الفضل يحيى بن سلامة الخصكفي قصيدته المشهورة التي انشدنيها جماعة من مشايخنا ببغداد وكان الخصكفي قد ورد بغداد واجتمع بأبي زكريا التبريزي الخطيب وقرأ عليه شيئا من كلامه وانشده هذه القصيدة وكتب عليها الخطيب وقرأ علي ما يدخل الاذن بلا اذن ومولد الخصكفي ببلاد ميافارقين ببلدة صغيرة يقال لها طبري ونشأ بحصن كيفا ثم انتقل الى ميافارقين وكان عالما فصيحا في النظم والنثر وتوفي سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة (والقصيدة):
أقوت مغانيهم فاقوى الجلد
ربعان كل بعد سكن فدفد
أسأل عن قلبي وعن احبابه
ومنهم كل مقر يجحد
وهل نجيب اعظما بالية
وارسما خالية من ينشد
صاح الغراب فكما تحملوا
أمسى بها كأنه مقيد
فقاسموا يوم الوداع كبدي
فليس لي منذ تولوا كبد
على الجفون رحلوا وفي الحشى
تقلبوا وماء عيني وردوا
وأدمعي مسفوحة وكبدي
مقروحة وغلتي ما تبرد
وعبرتي وافية ومقلتي
دامية ونومها مشرد
أيقنت لما أن حدا الحادي لهم
ولم أمت أن فؤادي جلمد
كنت على القرب كئيبا مغرما
ميتا فما ظنك بي إذ ابعدوا
هم الحياة أعرقوا أم أشأموا
أم أتهموا أم أيمنوا أم انجدوا
ليهنهم طيب الكرى فانه
من حظهم وحظ عيني السهد
Página 326