Tadhkirat Khawass en español

Sibt Ibn Jawzi d. 654 AH
138

Tadhkirat Khawass en español

تذكرة الخواص‏

Géneros

وعرضت عليك اعمالك غدا بالمحل الأعلى الذي يتمنى فيه المضيع للتوبة الخلاص ولات حين مناص.

فكتب اليه ابن عباس: لان القى الله بكل ما على ظهر الارض وبطنها أحب إلي من ان القاه بدم امرئ مسلم.

فكتب اليه علي (ع): ان الدماء التي اشرت اليها قد خضتها الى ساقيك وبذلت في اراقتها جهدك ووضعت بإباحتها حظك وتقشعت عنها فتياك واذ لم تستح فافعل ما شئت قال أبو اراكة ثم ندم (1)ابن عباس واعتذر الى علي (ع) وقبل أمير المؤمنين عذره وقيل انه عاد الى الكوفة والصحيح انه لم يزل مقيما بمكة حتى استشهد علي (ع) في هذه السنة ولما قتل الحسين (ع) لم يزل ابن عباس يبكي عليه حتى ذهب بصره.

قال عكرمة: وسمع أقواما يتناولون عليا (ع) فقال: ويحكم أتذكرون رجلا كان يسمع وطأ جبريل (ع) فوق بيته ولقد عاتب الله أصحاب رسوله في القرآن ولم يذكره إلا بخير.

فصل من كلامه في المحن

روى أبو أراكه قال: سمعت عليا (ع) يقول ان للمحن غايات تنتهي اليها فسبيل العاقل أن يقف عندها حتى ينقضي وقتها فان أعمال الحيلة في تقضيها زيادة فيها وقال علي (ع)(2)وقد سمع رجلا يذم الدنيا أيها الذام للدنيا وهو مغتر بغرورها يا ليت شعري متى استهوتك أم متى غرتك أم بمصارع آبائك في البلى أم بمضاجع أمهاتك نحت الثرى كم عللت بكفيك وكم مرضت بيديك تبغي لهم الشفاء وتستوصف لهم الدواء الاطباء لم ينتفع أحد منهم باشفاقك ولم يغن عنه اجتهادك ولم تدفع عنه بقوتك ان الدنيا دار صدق لمن صدقها ودار عافية لمن تزود منها ودار موعظة لمن اتعظ بها مسجد احباء الله ومصلى ملائكته ومهبط وحيه ومتجر أوليائه اكتسبوا فيها الرحمة وحصلوا فيها الجنة فمن ذا يذمها وقد أذنت ببنيها ونادت بفرقتها ونعت نفسها وأهلها

Página 141