وقال أبو نعيم: حدثنا محمد بن عمر بن سالم حدثنا موسى بن عيسى حدثنا احمد ابن محمد العمي حدثنا بشر بن ابراهيم حدثنا مالك بن معول وشريك عن علي بن الأقمر عن أبيه رأيت عليا (ع) وهو يبيع سيفا له في السوق ويقول من يشتري مني هذا السيف فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة لطالما كشفت به الكرب عن وجه رسول الله (ص) ولو كان عندي ثمن ازار لما بعته، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حامد وعبد العزيز ابن محمود البغداديان قالا أخبرنا عبد الوهاب الحافظ أنبأنا عاصم بن الحسن أنبأنا علي بن محمد بن بسر حدثنا ابن صفوان حدثنا عبد الله بن محمد القرشي حدثني القاسم بن هاشم حدثنا عبد العزيز بن الخطاب حدثنا الحسن بن علي النمري عن عمرو بن يحيى عن أبيه قال أهدي لعلي (ع) زقاق من عسل وسمن فرآها قد نقصت فسأل عنها فقيل له بعثت أم كلثوم فاخذت منه فبعث اليها بعد أن قوم العسل بخمسة دراهم فاخذها منها وقال هذا للمسلمين.
وقال القرشي بهذا الاسناد: حدثني القاسم عن ابن الخطاب عن الحسن عن عمرو بن يحيى عن قنبر قال جاء الى بيت المال زقاق من عسل فقال لي الحسن بن علي (ع) يا قنبر اذهب وائتني من الزقاق بمقدار نصيبي من بيت المال فقد نزل بي ضيف وما عندي ما أطعمه واذا قسم أمير المؤمنين العسل فخذ بمقدار نصيبي ورده في بيت المال فجاء قنبر الى زق منها فاخذ منه مقدار رطل ثم جاء علي (ع) الى الزق فرآه قد نقص فقال يا قنبر يا ويحك ما هذا؟ فاخذ يتعلل عليه فقال والله لتصدقني الحديث فصدقه فغضب غضبا شديدا وقال علي بالحسن فجاء فوقع على قدميه وقال له بحق عمي جعفر- وكان اذا سئل بحق جعفر سكن غضبه- فقال له ما حملك على أن تأخذ من عسل المسلمين قبل القسمة فقال أما لي فيه حق فقال فكيف تنتفع به قبلالمسلمين اما والله لو لا اني رأيت رسول الله (ص) يقبل ثناياك لأوجعتك ضربا قم فاشتر عوضه وصبه في الزق ففعل فقسمه بين المسلمين وبكى بكاء شديدا ثم قال اللهم اغفر للحسن فانه لم يعلم ولقد كنا مع رسول الله نقتل اخواننا وآباءنا وأعمامنا وأهلنا ما نريد بذلك إلا وجه الله ولقد كان رجل منا يختار الله ورسوله على نفسه فلما رأى الله صدقنا انزل بعدونا الكبت والذل وانزل علينا النصر حتى استقر الإسلام ملقيا جرانه مبوءا أوطانه والله لو أتينا اليوم ما تأتون ما قام للدين عمود ولا اخضر للإيمان عود وايم الله لنحلبنها دما ولنأخذنها دما.
Página 109