وقولهم: «يؤسفني أن أخبركم بما حدث». ومعنى «آسف» أغضب وهو خلاف المراد. فالصواب أن يقال: يحزنني، أو يسؤني، أو يشق علي، أو يعز علي.
قصيدة عصماء
وعندما يريدون التنوية ببلاغة قصيدة يقولون: «قصيدة عصماء». و«عصماء» مؤنث «أعصم»، والأعصم من الظباء والوعول ما في ذراعيه أو في أحدهما بياض، وسائره أسود أو أحمر. وليس في هذا شيء يصح اتخاذه وصفا للقصيدة، إلا إذا أريد شدة المبالغة في كونها مما يعز وجوده كالغراب الأعصم!
أغدق عليه إحسانه
ويقولون: «أغدق عليه إحسانه». فيستعملون الفعل «أغدق» متعديا، بمعنى «سكب» أو «أفرغ» أو «أتم»، كأسبغ، مع أنه لازم: كغدق واغدودق. فيقال: «غدق المطر وأغدق واغدودق» إذا كثر قطره.
غالبا ما نرى
ويقولون: «غالبا ما نرى» و«غالبا ما نسمع»، قياسا على القول المألوف: «كثيرا ما». فيجيء قياسهم في غير محله.
شيق
وتراهم، كلما أرادوا وصف شيء بالبساطة والخلو من التكلف والزخرفة، يعمدون إلى الكلمة «متواضع» ويتبارون في حلبة استعمالها في هذا المعنى، كما يتسابقون في مضمار استعمال «المحاضرة» بمعنى الخطبة، و«الشيق» بمعنى الشائق، و«القيم» بمعنى النفيس الثمين، و«فحسب» بمعنى فقط، «وبالنيابة» بدل نائب، وغيرها مما سبق التنبيه على خطأ استعماله. فيقولون: «غلاف متواضع» و«فكرة متواضعة» و«رأي متواضع» و«تشبيه متواضع»، فالتواضع ضد الكبرياء. والمتواضع هو المتخشع غير المتكبر، فكيف يصح أن نصف به غلاف الكتاب وفكرة المرء ورأيه؟ حقا إن هذا الاستعمال غاية في السخافة والابتذال!
للعادة إجلالها واحترامها
Página desconocida