جفني القريح عَلَيْكُم وَاقع دامي وَالْمَاء من سحب عَيْني هامع هامي ومذ هجرتم وكنتم عزي السَّامِي غشاني الذل من خَلْفي وقدامي هَذَا جَزَاء من دعِي الى الْعَزِيز الْغفار فَمَا اجاب الدَّاعِي وَندب الى السَّعْي فِي فكاك رقبته من اسر النَّفس والشيطان فقصرت بِهِ المساعي
الله يحيي الْقُلُوب الْميتَة بِذكرِهِ كَمَا يحيي الارض بغيته
سُبْحَانَ من بهرت عَظمته عقول العارفين سُبْحَانَ من زهرت انواره لبصائر السالكين سُبْحَانَ من ظَهرت بدائعه لنواظر المتأملين انْظُر الى اثار رَحْمَة الله كَيفَ يحيي الارض بعد مَوتهَا وملبسها قبل ليل بهجتها بعد سلبها وفوتها كَذَلِك ينظر الى الْقُلُوب الْميتَة فيحييها والى المهج الصادقة فيرويها ينظر الله سُبْحَانَهُ الى الارض كل سنة فِي اخر فصل الشتَاء وَقد لقِيت من شدَّة الْبرد جهد الْبلَاء فعريت اشجارها وخرست اطيارها وهمد حَسِيسهَا وأوحشت آنيتها وعبست مباسمها ودرست مراسمها فيتداركها البرالرحيم بالطافه فَإِذا هِيَ قد اخضر يابستها وافتر عابسها وطفحت انهارها وصدحت اطيارها وهب نسيمها الراكد وحيي رميمها الهامد فاصغ ايها اللبيب تسمع الْفَهم والفكرة الى مَا تَقوله الناشئات بِلِسَان الْعبْرَة فانها تَقول بِلِسَان الْحَال
1 / 39