وكمال في درجاتهم، ولا يفهم من هذا أن الله شدد عليهم أكثر مما شدد على العصاة المخلطين فإن ذلك عقوبة لهم، ومؤاخذة على إجرامهم فلا نسبة بينه وبين هذا.
فصل: إن قال قائل: كل المخلوقات تجد هذه السكرات؟ قيل له: قال بعض العلماء قد وجب بحكم القول الصدق، والكلمة الحق، أن الكأس مر المذاق، وإن قد ذيق ويذاق ولكن ثم فريقان، وتقديرات وأوزان، وإن الله ﷾ لما انفرد بالبقاء وحده لا شريك له وأجرى سنة الهلاك والفناء على الخلق دونه، خالف في ذلك ﷻ بين المخلوقات، وفرق بين المحسوسات، بحسب ما خالف بين المنازل والدرجات، فنوع أرضي حيواني.
إنساني وغير إنساني وفوقه عالم روحاني وملأ علواني رضواني، كل يشرب من ذلك الكأس جرعته.
وبغتص منه غصته، قال الله تعالى: ﴿كل نفس ذائقة الموت﴾ .
قال أبوحامد في كتاب الكشف علوم الأخرة: وثبت ذلك في ثلاثة
1 / 162