فصل: أيها الناس: قد آن للنائم أن يستيقظ من نومه، وحان للغافل أن يتنبه من غفلته قبل هجوم الموت بمرارة كأسه، وقبل سكون حركاته، وخمود أنفاسه، ورحلته إلى قبره، ومقامه بين أرماسه.
وروى عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب إلى أناس من أصحابه يوصيهم فكان فيما أوصاهم به أن كتب إليهم:
[أما بعد: فإني أوصيكم بتقوى الله العظيم، والمراقبة له، واتخذوا التقوى والورع زادًا.
فإنكم في دار عما قريب تنقلب بأهلها، والله في عرضات القيامة وأهوالها.
يسألكم عن الفتيل والنقير.
فالله الله عباد الله.
اذكروا الموت الذي لا بد منه، واسمعوا قول الله تعالى: ﴿كل نفس ذائقة الموت﴾ .
وقوله ﷿: ﴿كل من عليها فان﴾ .
وقوله ﷿: ﴿فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم﴾ فقد بلغني - والله أعلم - أنهم يضربون بسياط من نار.
وقال جل ذكره: ﴿قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون﴾ .
وقد بلغني - والله أعلم وأحكم - أن ملك الموت رأسه في السماء ورجلاه
1 / 155