فإذا حصلت لله تلك الساعة، أمكن إيقاع الصلوات الخمس على نمطها من الحضور والخشوع، والهيبة للرب العظيم في السجود والركوع.
فلا ينبغي لنا أن نبخل على أنفسنا في اليوم والليلة من أربع وعشرين ساعة بساعة واحدة لله الواحد القهار ، نعبده فيها حق عبادته ، ثم نجتهد على إيقاع الفرائض على ذلك النهج في رعايته ، وذلك طريق لنا جميعا إن شاء الله تعالى إلى النفوذ، فالفقيه إذا لم ينفذ في علمه حصل له الشطر الظاهر ، وفاته الشطر الباطن، لاتصاف قلبه بالجمود، وبعده في العباد والتلاوة عن لين القلوب والجلود، كما قال تعالى وتقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله وبذلك يرتقي الفقيه عن فقهاء عصرنا، ويتميز به عنهم ، فالنافذ من الفقهاء له البصيرة المنورة، والذوق الصحيح، والفراسة الصادقة والمعرفة التامة ، والشهادة على غيره بصحيح الأعمال وسقيمها، ومن ينفذ لم تكن له هذه الخصوصية وأبصر بعض الأشياء وغاب عنه بعضها
Página 28