215

Dorado Perfeccionamiento de los Nombres de los Hombres

تذهيب تهذيب الكمال في أسماء الرجال

Investigador

غنيم عباس غنيم - مجدي السيد أمين

Editorial

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

Géneros

معه، ودخل البادية ثم دخل مكة.
قال خلف بن تميم: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول: رآني ابن
عجلان فسجد وقال: أتدري لَمْ سجدت؟ شكرًا لله حين رأيتك.
وقال شقيق بن إبراهيم: قلت لإبراهيم بن أدهم: تركت خراسان؟
فقال: ما تهنيت بالعيش إلَّا في الشام، أَفِرُّ بديني من شاهق إلى
شاهق، فمن رآني يقول: موسوس، ومن رآني يقول: حَمّال.
يا شقيق، لَمْ ينبل عندنا من يتبل بالحج ولا بالجهاد، إنما نبل من
كان يعقل ما يدخل في جوفه من حلِّه ا، ماذا أنعم الله على الفقراء يوم
القيامة، لا يسألهم عن زكاة ولا عن حج ولا عن جهاد ولا عن صلة؟
إنما يسأل عن هذا الأغنياء.
وعن خلف بن تميم، عن اإبراهيم بن أدهم قال: قدمت الشام من
أربع وعشرين سنة، ما جئت لرباط ولا لجهاد، فقلت: لَمْ جئت؟
قال: جئت أشبع من خبز الحلال.
وعن إبراهيم قال: الزهد ثلاثة: زهد فرض، وزهد فضل،
وزهد سلامة؛ فالأول: الزهد في الحرام، والثاني: الزهد
في الحلال، والثالث: الزهد في الشبهات.
وقال: الحزن حزنان: حزن لك، وحزن عليك؟ فالأول: حزنك
على الآخرة، والثاني: حزنك على الدنيا.
وقال علي بن الحسن بن أبي مريم، عن خلف بن تميم: ثنا أبو
إسحاف الفزاري قال: كان إبراهيم بن أدهم يطيل السكوت، فقلت له:
لو تكلمت! فقال: الكلام على أربعة أوجه: فمن الكلام كلامٌ ترجو
منفعته وتخشى عاقبته؛ - فالفضل في هذا السلامة منه، ومن الكلامِ كلامٌ
ترجو منفعته ولا تخشى عاقبته؛ فأقل ما لك في تركه خفة المئونة على
بدنك ولسانك، ومن الكلام كلام لا ترجو منفعته ولا تَأمن عاقبته؛

1 / 224