23

تدارك بقية العمر في تدبير سورة النصر

تدارك بقية العمر في تدبير سورة النصر

Editorial

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Número de edición

السنة السادسة والثلاثون العدد (١٢٥) ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

Géneros

فعالج قلبك، والعاقبة للمتقين ﴿يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلاّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ ١، عسى أن تلقى الله وقد تخلصت مما عليك من الحقوق فلا أحد يطالبك بشيء، وعفوت عما لك من الحقوق فيكافئك عن ذلك صاحب العفو والفضل والإحسان بكرمه وجوده - وما أراك تعدل بهذا شيئًا - اللهم قنا شح أنفسنا وأعذنا من شرورها. الأمر الثالث: كتابة وصيته وما عليه من حقوق، قال تعالى: ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ﴾ ٢. وعن ابن عمر ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: “ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده” ٣. والوصية واجبة بالاتفاق إذا كان الإنسان عليه أو له حقوق يجب بيانها وكتابتها كأن يكون عليه ديون للناس أو له عليهم ديون، ليؤدى ما عليه من حقوق من تركته، ولأن الحقوق التي له على الناس تعد من تركته. وجمهور العلماء على أنها مستحبة إذا لم يكن عليه حقوق يجب بيانها فيستحب أن يوصي بشيء من ماله للفقراء والمساكين من غير الوارثين. قالوا: لأن وجوب الوصية منسوخ بآيات المواريث.

١ سورة الشعراء، الآيتان: ٨٨ - ٨٩. ٢ سورة البقرة، آية:١٨٠. ٣ أخرجه البخاري في الوصايا ٢٧٣٨، ومسلم في الوصية ١٦٢٧، وأبو داود في الوصايا ٢١١٨، والنسائي في الوصايا ٣٦١٥، والترمذي في الجنائز ٩٧٤، وابن ماجه في الوصايا ٢٦٩٩.

1 / 35