348

============================================================

وأخذ النحو عن أبي العباس العناني وغيره . وكان بارعا في النحو والفقه والأصول والحديث وغير ذلك، مع الذكاء وحسن الفهم وجوده . تصدى كثيرا للتدريس والافادة والافتاء، واشتهر بالفضل والدين والخير . وصار للناس فيه اعتقاد كبير ومحبة، وله عندهم وجاهة.

وكان قاضيا لحوائج الناس، محسنأ للطلبة والغرباء، ولذلك اجتمع عليه كثيرا أبو هاشم أحمد بن البرهان المصرى الظاهري وغيره من الطاعنين على الملك الظاهر برقوق صاحب مصر والشام . وكان يقول لابن البرهان في حال قراءته للحديث في المجلس العام: يا أبا 1681/ب] هاشم ، ما قال أبو محمد - يعني ابن حزم - في هذا الحديث؟ فيذكر له كلامه، ويظهر به الياسوفي إعجابا، ويشي على ابن البرهان . وكان الياسوفي بأخرة تقلد الحديث : ونقل أن ابن البرهان ولفيفه يجتمعون على الياسوفي وعلى محمد شاه بن نائب دمشق بيدمر، فكتب إلى نائب القلعة بدمشق بالقبض عليهم ، فأتفذ نائب القلعة إلى الياسوفي من أحضره إليه ، وجاءه الطلب وهو بالأمينية يقرأ الحديث، فسأل الرسول إليه في تمكينه من لبس فرجتيه فلم يمكنه، وسجن بالقلعة حتى مات.

وذكره شيخنا شهاب الدين أحمد بن حجي في "تاريخه" وذكر من شيوخه في العلم من ذكرناه خلا العنابي ثم قال : "وفضل في مدة قرية لأنه كان حفظة ذكيا جيد الفهم ، وعني بالحديث، وسمع وقرأ الكتب على أصحاب ابن البخاري وطبقته ومن بعدهم كالشيخ تقي الدين ابن رافع وبه تخرج في هذا الفن . وحدث ودرس وأعاد وأفتى، وصار بأخرة يستروح ويتمسك بظواهر الآثار، ويسلك طريق الاجتهاد، ويصرح بتخطئة الكبار: نتهى" وللياسوفي رحلة إلى مصر وإلى الاسكندرية، وأخذ بها عن الشيخ تقي الدين ابن عزام . وبلغنى آنه لما أراد القراءة عليه قال له ابن عزام : تحسن العربية ؟ فقال له الياسوفي ما معناه : اسمع قراءتي فإن أعجبتكم وإلأ فاتركوا .

وقد خرج الياسوفي لعمر بن أميلة جزهأ من حديثه عن شيوخه ، ولصلاح الدين ابن أبي عمر جزها من حديثه . وكتب طباقا كثيرة، وقل أن يسلم في شيء من طباقه من السهر والاعتذار

Página 352