ولا يصح هذا فى الله فإنه يفعل كل شىء بالحكمة المتقنة ، فلا مدخل للانفعال فى الحكمة.
ما يوجد عن العلة فيجب أن يوجد عنها بوجوب. فإنه ما دام لا يجب عنها وكان ممكنا فإنه لا يوجد عنها.
العلة لذاتها تكون موجبة المعلول ، وإلا لم تتم عليتها ، وتحتاج إلى ما تتم به فيكون ذلك الشيء هو العلة القريبة.
العلة التي يحدث فيها أمر به تتم عليتها من شأنها أن تنفعل وتتغير ويدخل عليها الحركة وكل ما ينفعل ويتغير ، فإنه مادة أو مادى. فتلك العلة تكون إذن جسما ومحتاجا إلى الحركة.
المادة الأولى المطلقة يتعلق كونها بالإبداع ، ومادة ما تتخصص بصفة أو بحالة حتى تصير مادة لهذا الشيء دون ذلك الشيء يحتاج إلى سبب حادث ، وذاك السبب إلى سبب آخر حادث ، ويتمادى حتى تنتهى آخر الأمر إلى حادث بذاته وهو الحركة ، وكل ذلك يكون لا محالة بحركة. فإن ذلك السبب يوصل العلة إلى المعلول بحركة وذاك إلى هذا بحركة ، فتكون الحركة متصلة من هذه الجهة.
الأشخاص من حيث هى أشخاص لها معقول كلى ، وإنما تتكثر بسبب الأعراض والصور ، فالأشخاص متناهية والصور والأعراض عند الأول متناهية؛ والنسب بينها أى بين الأشخاص وبين الصور والأعراض وإن لم تكن متناهية فإنها عنده متناهية ، لأنه إذا كانت الأشخاص والأعراض والصور عنده محصورة كانت النسب بينها أيضا ، عنده محصورة معلومة ، وهو يعرف كل واحد من الأشخاص والأعراض والصور مرة واحدة ، وتكون كلها متميزة عنده بأعراضها وصورها. فأنا وأنت متميزان عنده بصورنا وأعراضنا ولواحقنا ، وكذلك الكسوفات الجزئية كلها متميزة عنده بأعراض كل واحد منها ، والأزمنة أيضا متميزة عنده بصورها وأعراضها ، فإنه يعرف كل شىء على ما هو عليه فى الوجود : كليا كان أو جزئيا أو سرمديا أو زمانيا ، فإنه إذا كان يعرف الشيء بلوازمه والزمان من اللوازم ، فإنه يعرف الأشياء مع أزمنتها.
الأشياء المتضادة من شرطها أن تكون فى مادة وعلائقها ، وأن تفسد صورة وتحدث صورة فتتعاقب على المادة الصور. والأول بريء عن المادة وعلائقها وعن الفساد فلا ضد له.
المتضادان موضوعهما واحد ، وهما يتعاقبان عليه ، ولا يجتمعان معا فيه أو محلهما واحد ، فتكون الصورتان أيضا متضادتين كصورة الماء والنار فإنهما متضادان بجوهريهما ولا يجتمعان فى محل وليسا يتضادان بكيفيتهما بل بالصورتين اللتين يصدر
Página 118