قاليًا، وعن القبيح نابيًا، وعن المُنْكَر ناهيًا، وعن الفَحْشاء ساهِيًا، وبدينه عارفًا، ومن الله خائفًا، وعن المحارم جانفًا، وعن المُوبقات صادفًا، تخال قلبَه الدهرَ واجمًا، وبالليل قائمًا، وبالنهار صائمًا، ومن دُنْياه سالِمّا، وعلى العَدْل في البرية عازمًا، وفي كل الامور حازمًا، والمعروف آمِرًا، واليه صائرًا، وعن المُهلكات زاجرًا، وبنور الله ناظرًا، ولنفسه في المصَالح قاهرًا، فاقَ اصحابه ورعًا وكفافًا، وقناعةً وعفافًا، وسادهم زهدًا وامانة وبِرًا، فأنقذ الله به من الشِّقاق إلى يوم التَّلاق.
قال: فما تقول في عُمر ﵀، قال: رَحِمَ الله عمر كانَ والله ركنَ الاسلام، ومأْوى الأَيتام، ومحلّ الايمان، ومنتهى الإحسان، وملاذَ الضُّعفاء، ومَعْقِل الخُوّاف. قام بحق الله صابرًا مُحْتسبًا حتى ظهر الدين في النواحي، وذُكِر اللهُ في الاقطارِ والضَّواحي، وعُبد في كل البِقاع، وفي الغُموض واليَفَاع، مطيعًا لله ﷿، وَقُورًا عند نقضْ الحُبَا، ذَكُورًا لله في الشِّدّة والرخا، فأَعقبَ الله مُبغِضِيه الندامة إلى يومِ القيامة.
1 / 85