رواه إمام المحدِّثين أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القُشيري النيسابوري، ألَّفَ وصَنَّفَ وجَمَعَ "صحيحه" من ثلاثمائة ألف حديث؛ كما في "تاريخ ابن عساكر" (١).
وُلد سنة أربع ومائتين، وتوفي عشية الأحد لخمس بقين من رجب، ودُفن يوم الاثنين سنة إحدى وستِّين ومائتين، وهو ابن خمس وخمسين، وقيل: ستون، وقيل: قاربها، ويؤيِّده أنَّ المعروف أنَّ مولده سنة أربع ومائتين.
وذكر الحاكم أنَّ سبب موته أنه ذُكِر له حديث فلم يعرفه فأوقد السِّراج وقال لمن بداره: لا يدخل منكم أحد، فقالوا: أُهديت لنا سلَّة تمر وقدموها، فكان يطلب الحديث ويأخذ تمرة تمرة، فأصبح وقد فني التمر (٢)، وكان ذلك سبب وفاته ﵁ وأرضاه وجزاه عنَّا وعن المسلمين خيرًا. اهـ.
* ومُناسبة ختم المصنف رحمه الله تعالى كتابه بهذا الحديث، وجعله خاتمة عقد درر الأحاديث؛ لأنَّ ما تضمنه هو خاتمة الكرامة التي لا كرامة فوقها مما يمنحها الصالحون من النَّظر إلى جمال ذات مولاهم جلَّ وعلا، فناسب الختم بالختام، فيكون فيه حسن الختام.
* * *
_________
(١) "تاريخ ابن عساكر" (١٦/ ٢٣٥ / ب - نسخة الظاهرية).
(٢) المصدر السابق (١٦/ ٢٣٧/ ب).
1 / 26